هذا فيصلي معه (^١) في الرجل الذي دخل بعدما صلى الناس، حيث إن النبي ﷺ قال ذلك للصحابة ﵃ فدل على جواز مصافة المتنفل بالمفترض. الدليل الثالث: حديث "ليلني منكم أولو الأحلام والنهى" (^٢). وجه الاستدلال: أن النبي ﷺ أمر أن يليه أصحاب العقول، ويلزم من ذلك تأخير الصبيان. ونوقش: بأن الحديث ليس فيه دلالة على عدم جواز المصافة، وإنما المراد حث أولي الأحلام والنهى للتقدم والجلوس خلف الإمام. (^٣)

(^١) أخرجه أبوداود في سننه بلفظه، كتاب الصلاة، باب في الجمع في المسجد مرتين برقم (٥٧٤) ١/ ٢١٢، وعبد الرزاق في مصنفه، من طريق أبي عثمان النهدي كتاب الصلاة، باب الرجل والرجلان يدخلان المسجد برقم (٣٤٢٧) ٢/ ٢٩٤، وابن أبي شيبة من طريق أبي عثمان النهدي، كتاب الصلوات، باب في القوم يجيئون إلى المسجد وقد صلي فيه برقم (٧٠٩٨) ٢/ ١١٢، وأحمد في مسنده برقم (١١٤٠٨) ١٨/ ٧، والدارمي في سننه، كتاب الصلاة، باب في صلاة الجماعة في مسجد صلي فيه مرة برقم (١٣٦٨) ١/ ٣٦٧، وابن حبان في صحيحه، كتاب الصلاة، باب إعادة الصلاة برقم (٢٣٩٧) ٦/ ١٥٧، والحاكم في مستدركه، كتاب الإمامة وصلاة الجماعة برقم (٧٥٨) ١/ ٣٢٨. والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب الصلاة، باب الاثنين فما فوقهما جماعة برقم (٤٧٨٦) ٣/ ٦٨. قال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه على المسند (صحيح) ١٨/ ٧، وقال في نصب الراية: (إسناده جيد) ٢/ ٢٩، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ١/ ٢٥٣. (^٢) سبق تخريجه ص ٥٧. (^٣) انظر: أحكام حضور المساجد ١/ ٥٩.