170

Ahkam al-Siyam

أحكام الصيام

সম্পাদক

محمد عبد القادر عطا

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

প্রকাশনার বছর

১৪০৬ AH

প্রকাশনার স্থান

بيروت

عاشوراء موسما كمواسم الأعياد والأفراح . وأولئك يتخذونه مأتماً يقيمون فيه الأحزان والأتراح وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة، وإن كان أولئك أسوأ قصداً وأعظم جهلاً، وأظهر ظلماً، لكن الله أمر بالعدل والإحسان.

وقد قال النبي ﷺ: إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل بدعة ضلالة (٤٤).

ولم يسن رسول الله ﷺ ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئاً من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح. ولا شعائر السرور والفرح، ولكنه لما قدم المدينة ورأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ فقالوا، هذا يوم نجى الله فيه موسى من الغرق فنحن نصومه، فقال: نحن أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه وكانت قريش أيضاً تعظمه في الجاهلية.

واليوم الذي أمر الناس بصيامه كان يوماً واحداً، فإنه قدم المدينة في شهر ربيع الأول، فلما كان في العام القابل صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه ثم فرض شهر رمضان ذلك العام، فنسخ صوم عاشوراء.

وقد تنازع العلماء: هل كان صوم ذلك اليوم واجباً؟ أو مستحباً؟ على قولين مشهورين أصحهما أنه كان واجباً، ثم إنه بعد ذلك كان يصومه من يصومه استحباباً، ولم يأمر النبي ﷺ العامة بصيامه، بل كان يقول:

هذا يوم عاشوراء، وأنا صائم فيه فمن شاء صام (٤٥).

وقال: صوم عاشوراء يكفر سنة، وصوم يوم عرفة يكفر سنتين (٤٦).

ولما كان آخر عمره ﷺ وبلغه أن اليهود يتخذونه عيداً، قال: لئن عشت إلى قابل لأصومنَّ التاسع (٤٧).

(٤٤) أخرجه: البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وغيرهم.

(٤٥) سبق تخريجه.

(٤٦) سبق تخريجه.

(٤٧) سبق تخريجه.

170