গ্রামের কথা: গল্প এবং স্মৃতি
أحاديث القرية: أقاصيص وذكريات
জনগুলি
أما فلاحو جاج فقعدوا يتحدثون، فقال أحدهم: غدا يرجع صاحبنا ومعه عجل مخايل بطرس. هذا مشتر وهذاك بياع. فلا أقل من أن نتسلى ونضحك. خسرنا البيعة، فلا أقل من أن نربح السلوى. غدا الأحد، لا شغل ولا عمل، فكلما مر على واحد منا يحدثه عن العجل أنه حصان ويبارك له فيه.
وقعدوا صباح الأحد ينتظرون عودة الخنوص، وإذا به مقبل قرب الظهر. يقود عجلا أسود اللون ذا قرنين معقوفين في جبهته نكتة بيضاء. كان منصور يقوده معتزا معجبا بما اشترى وكأنه يقود جوادا أصيلا لا عجل بقر. فحياه أول واحد ببرودة، وقال له: كنت قلت يا شاطر: إنك طالب حصان كنا أريناك عشرين حصانا، وكلها أحسن من هذا. هذا حصان مخايل بطرس، آه. فهز منصور برأسه ومشى، وما خطا بضع خطوات حتى وقف آخر في طريقه وصاح به: الله يوفقك، حصان مخايل بطرس أصيل. ولكن فهمنا منك أنك تطلب عجلا لا حصانا. ما عليك لوم، الإنسان يغير فكره عشرين مرة بالساعة.
فضحك منصور وتمشى. فإذا بامرأة تقول له: اركب يا شب، تقود الحصان وتمشي. ثم نبرت كمن أفاق من غفلة وقالت: الحق معك، الركوب قلة احترام للضيعة. كلك لطف، مع السلامة.
وبلغ ساحة القرية فلقي رجالا كثيرين شيوخا وكهولا وشبانا فاستوقفوه. وتساقطت عليه الأسئلة من كل فج، كل واحد يبدي رأيا. هذا يقول: لو كان اشترى حصان مرهج كان أرخص وأحسن. وآخر: هذا نصيب. السر في التوفيق. وأخذوا يطوفون حول العجل، هذا يمتدح محاسنه وهذاك يذكر بعض عيوبه، وأخيرا قالوا كلمتهم المعروفة: مسمار خيل أي وسط، وباركوا لمنصور فيه من كل قلبهم فمضى في سبيله.
وتربصوا لمنصور في ظاهر القرية ليروا ماذا يفعل متى غاب عن الأبصار. أما منصور فطفق يغربل أقوالهم فقال في نفسه: مستحيل أن يكذبوا كلهم. ووقف قليلا يتأمل العجل فقال في نفسه: عجل جميل، نعم إنه مثل الحصان، أما أنه حصان فهذا بعيد. ثم مد يده إلى أحد قرنيه وقال: ما رأيت بعد حصانا له قرون.
وإذا بشيخ من وراء الحيط يقول له: كم حصانا رأيت في حياتك، الخيل أشكال يا ابني، إياك أن تنغش وتبيعه على أنه عجل. هذا حصان، مؤكد. الخيل تفلح مثل البقر. لا تندم.
ومشى منصور على خيرة الله، وتذكر وصية الوالدة: لا تصدق ما لم تجرب فقال في نفسه: ماذا نخسر إذا جربنا.
وتذكر حادثته الطريفة مع (كبر عقلك) الناطور فتجرأ وضحك. ومشى وهو يتلفت خلفه ليرى إذا كان لا يراه أحد. ولما استوثق من الوحدة، قرب العجل من حائط على جانب الطريق ونط. ولكن ما رؤي على ظهره حتى كان بين أرجله، وهو يعركه بقرونه.
وأقبل المتآمرون لمؤاساة ضحيتهم. وللقرى ما للدول صليب أحمر، فتفرقوا فرقا، هؤلاء يسعفون منصور المهشم، وأولئك يركضون وراء العجل الشارد، إلا واحدا لم يأت عملا غير وقوفه عند رأس الخنوص وقوله: الحق معه، هذا عجل، التجربة أكبر برهان.
وعظة بونا اسطفان
অজানা পৃষ্ঠা