আহাদিত মাজিনী
أحاديث المازني
জনগুলি
ولكني امرؤ عاش في كل يوم - مثل عمر نوح. وليست العبرة بعدة السنين بل بما تحفل به الحياة وتملأ، ورب هرم يقوم على الراحتين ويتوكأ على العصى وهو إذا اعتبرت ما أحس وأدرك لا يحسب إلا في الصغار الأغرار ورب شاب غض الاهاب اكتظت حياته بما يملأ عمرا كاملا حتى ليحس أنه يحمل عبء من السنين وقديما قلت أيام كنت أقول الشعر.
أحس كأن الدهر عمري وأنني
أخو مفرق الأرضين بالفيضان
وهو بيت سخيف مهلهل النسج، ولكنه يكفي الإبانة عما أريد.
ولست أنوي في هذا الحديث أن أنصح لأحد ولكني سأجترئ بأن أسوق بعض ما تعلمته في حياتي، وأول ما علمتنه الأيام أن أنصح نصح عبث ومحال، وباطل، وليس بجدي، فقلما ينتفع المرء بغير تجربته هو إذا أمكن أن ينتفع أو يرى أن ما وقع أو أتفق لسواه يصلح أن يقاس عليه.
وليس هذا بغريب ولا هو من حقه أن يكون باعثا على السخط والتذمر فإن استجابة النفوس لوقع الحياة تختلف لا محالة باختلاف النفوس ونوع استعدادها ومبلغ الإدراك والعلم وأثر الوراثة والبيئة.
وقد جريت في تربية أولادي ومع تلاميذي أيام كنت معلما، على اجتناب النصح والأمر والنهي فإذا عرض ما يحتاج إلى التوجيه اكتفيت بأن أصف لهم تجربتي أو أقص عليهم بعض ما اتفق لي مما يسببه ما أعالج من أمرهم، ثم أدعهم بعد ذلك إلى رأيهم لأعودهم التفكير المستقل وأدربهم على حرية الارتياء والتصرف وأشعرهم أنهم مسؤولون عما يفعلون وأنهم أهل للثقة بهم وسيكونون رجالا في يوم ما بلا رقيب منا عليهم فمن الخير أن نروضهم على الاستقلال والشعور به بتتبعات ما يفعلون أو في سن مبكرة.
ومن أول ما تعلمته في حياتي أن الدنيا لي ولغير فلم أعطها وحدي ولم يعطها سواي ملكا خالصا له، ونحن جميعا شركاء متعادلون في الحقوق وعلينا من أجل ذلك واجبات متكافئة.
وما دمنا شركاء إلى حين وما دام أن المقام في الدنيا على كل حال قليل فإن من الحماقة أن ننغص على أنفسنا هذه الحياة القصيرة.
أو نؤثر في سيرتنا التي هي أخشن على التي هي أحسن. وقد كنت أحمق الحمقى في صدر حياتي وما زالت بي بقية غير قليلة من الحماقة، فما زالت الدنيا تنفضني كما ينفض الأسد فريسته وتشيلني وتحطني وترجني وترميني من هنا وههنا، حتى فاءت بي إلى الرفق والهوادة فأراحت وارتحت.
অজানা পৃষ্ঠা