আহাদিত মাজিনী
أحاديث المازني
জনগুলি
وتمضي الأيام على هذا التقاطع الشديد - أخرج إلى الشرفة وتكون هي مطلة من النافذة فتأخذني عينها فما أسرع ما تتناول صراعي الشباك وتغلقهما بعنف لا داعي له سوى أنها تري أن تسمعني صوت الإغلاق لأدرك معناه. وأكون أنا في الشرفة فتظهر في نافذتها أو شرفتها فلا أكاد أراها حتى أعبس وأمط بوزي كان من سوء حظي ألا أستطيع أن أقف في الشرفة دقائق من غير أن تسد الفضاء أمامي. ثم أدور دورة سريعة وأرتد إلى الغرفة ملتمسا الوقاية من جدرانها.
ولم يكن هذا حالنا من قبل بل كنت أقبل عليها فتهش لي وتريني وميض أسنانها والتماع عينيها وكنت ألقاها فتدنو مني حتى لأحس أنفاسها العطرة على وجهي وتضع راحتها البضة على قلبي وتقول لي «كيف حال هذا المسكين الذي لا يمل الدق بل الوثب».
فأقول: «أتريدين أن يمل».
فتقول: «أعوذ بالله.. ما هذا الكلام يا شيخ..».
فأصرف الكلام عن وجهي وأقول «إنه يدق لي ولك فلا عجب إذا كان يتوثب».
فتبتسم لي - في عيني - وتقول «ألا يمكن أن يفتر ذكرك لي - يفتر قليلا - ليرتاح هذا القلب بعض الراحة إنه عنيف الدق وأنا أشفق عليه».
فأقول: «لا تخافي عليه ولا تجعلي إليه بالك.. دعيه يدق فإن هذا عمله وواجبه في الحياة».
ثم نمضي معا إلى حيث يروق القعود ويطيب الحديث وتحلو النجوى ويحسن الغزل ونرجع ضاحكين وننام ملء عيوننا.
وقلت لها مرة: «لماذا هذه المساحيق كلها.. ما حاجتك إليها كيف يمكن أن يفتقر إلى زيفها هذا الوجه الخارج من الفردوس».
فضحكت وقالت «أهو زيف..».
অজানা পৃষ্ঠা