আহাদিত মাজিনী
أحاديث المازني
জনগুলি
صلى الله عليه وسلم
أوثق من أن تسمح له بترك الجزيرة حتى لو كان كل شيء قد استقر وانتظم. ولم يكن قد عاش في الشام أو مصر أو العراق حتى تبدو له مزية التحول بقاعدة الدولة إلى جهة أخرى.
وأما زمن علي وعثمان فقد كان زمن اضطراب ونزاع وانقسام وكان هذا حسبهما شاغلا عن إقامة مركز الدولة إقامة ثابتة نهائية في مكان آخر غير الحجاز.
ولما انتهى النزاع بفوز معاوية كان قد أدرك مزية البلاد وعرف فضلها كمركز للملك ومقر للدولة التي شادها بفضل ما تولى منها في الفترة السابقة.
وبلاء جزيرة العرب أنها مجدبة قاحلة فإذا امتدت لها رقعة الملك أسرع أهلها إلى التحول عنها إلى غيرها لأن الحياة في غيرها تكون أرغد والعيش أطيب. والمرء يحن إلى الراحة والدعة مهما بلغ من اعتياده الخشونة والمشقة والشظف.
وفرق بين هجرة تدعو إليها كثرة السكان وهجرة تدعو إليها الفاقة والمحل. ولابد لبلاد تريد أن تكون مقر دولة كبيرة أن تكون هي ذات موارد كافية إلى حد ما.
ولهذا لم يكد العرب يفتحون الأمصار المجاورة حتى كثرت هجرتهم إليها طلبا لرغد العيش والراحة ومن ألف التنقل وكثرة الرحيل من ناحية إلى أخرى انتجاعا للرزق لم تشق عليه الهجرة إلى بلاد بعيدة لأنه لا يزال أبدا مهاجرا في قلب بلاده.
وما دامت الدولة واحدة في الحجاز ومصر والشام والعراق فأخلق بهذا أن يكون مشجعا على الهجرة ومستحثا على النزوح. وبذلك صارت الجزيرة أخلى من الناس وأقل صلاحا لأن تكون مركز الدائرة ومقر الدولة. وقد تغير حال الجزيرة في المستقبل وقد ظهر فيها موارد طبيعية تغنيها ولكنها محل أرضها عقبة في سبيل الحياة ومهما يبلغ من غناها في المستقبل فإنها ستظل أحوج إلى غيرها من غيرها إليها - إلى حد بعيد - على أن كلامنا على الماضي الذي لم يكن يعرف البترول والمعادن وما إلى ذلك مما جد في الدنيا لا على المستقبل الذي هو غيب.
الفصل الثامن
الرأي العام المصري
অজানা পৃষ্ঠা