إرين :
إذن أنت طالب انتقام، أنت تقضي علي بكفارة لا نهاية لآلامها.
فرجان :
إنني إن قصدت ذلك لا أكون إلا مستعيدا ذرة من حقوقي الضائعة، ولكنني لا أخرج ببرهاني من هذه المقدمة. لقد عقدنا يوم زواجنا اتفاقا وكلانا بصحة العقل والجسد، وهذا الاتفاق صحيح لا غبن فيه ولا تغرير، وهو سالم من شائبة التزوير، وبموجب هذا العقد أصبحت رجلا متزوجا؛ أي رجلا أدبيا وماديا، وقد قمت من جهتي بكل تكاليف العقد بلا تردد ولا مخالفة، وأنت الآن تتقدمين بطلب على غاية من الغرابة، فأنت تريدين أن أشطر شخصيتي إلى شطرين، فأصبح مطلقا ومطلقا، فأضطر إلى بيع نصف بيتي ونصف مفروشاتي وأن أفرغ نصف كيسي، ثم أذهب إلى المجتمع فلا أجد فيه غير نصف مقعد ونصف استقبال، وكل هذا لأجل النزول عند إرادة أعصابك المختلجة، ولأنك لا تجدين لذة في عشرتي، والله إنها لأسباب مضحكة مبكية، ولن تجدي رجلين فيهما مسكة من عقل يوافقانك عليها.
إرين :
أما أنا فإنني أكره التظاهر بغير الحقيقة، وأحتقر زواجا يرسو على المخاتلة والنفاق؛ فإنني حين أقول لك إن الزواج هو الشعور بالسعادة من توليد السعادة في القرين لا أسمع منك غير كلمات الشرف والعهود المبرمة والاتفاقات المسجلة، وكل ما هنالك من مضحكات ما أشبهها بالمبكيات!
فرجان :
لقد أردت أن تعدي نفسك غريبة في بيتي، فاتخذت الوقاحة سبيلا للانشقاق عني؛ لذلك رأيت أن أعاملك المعاملة التي لا تستحقين سواها. إن بيدي اتفاقا مسجلا أقودك للرضوخ به بالرغم منك، فأنا لا أشعر نحوك إلا بأمر واحد، وهو حقي عليك.
إرين :
في الحياة حقوق وواجبات يا فرجان، وأنا أحترم كل شريعة تؤمن الإنسان على ماله، ولا أبحث فيها، ولكن الذي لا أفهمه بل أتمرد عليه هو القانون الذي يجعل الإنسان ملكا لإنسان مثله، ويحكم المخلوق بالمخلوق ما دام فيه نسمة حياة.
অজানা পৃষ্ঠা