ما أدري إلا ويده تلطمني، ثار غضبي، فوجهت إليه لكمة كادت تلقيه على الأرض، وإذا بوالدي يندفعان نحونا. صاح طارق: شيء مضحك ... المحروس سيتزوج من تحية!
هتفت أمي: تحية! ... إنها أكبر منك بعشرة أعوام!
راح طارق يهدد، حتى قالت له أمي: خذ ملابسك، ومع السلامة.
صاح وهو يمضي إلى الخارج: باق على أنفاسكم حتى النهاية.
وسادنا الصمت قليلا. تمتم أبي ساخرا: في العشق يا ما كنت أنوح.
وقالت لي أمي: عباس ... ما هي إلا نزوة إغراء. - لا ... إنها حياة جديدة. - وأحلامك ومستقبلك؟ - ستتحقق على خير مثال. - ماذا تعرف عنها؟ - لقد صارحتني بكل شيء.
فقهقه أبي قائلا: بنت مسارح، وتعرف الأصول ... وأنت شاب غريب؛ كان يجب أن تزهدك معرفتك لأمك في جنس النساء.
عند ذاك مضت بي أمي إلى حجرتي، وقالت لي: لها سيرة وتاريخ؛ ألا تفهم ما يعنيه ذلك؟
تجنبت النظر إليها، طحنتني من جديد الآلام الماضية. قلت: من سوء الحظ أنك لم تعرفي الحب ... سنبدأ حياة جديدة. - لا يمكن أن يتحرر إنسان من تاريخه.
أواه ... إنها لا تدري أنني أدري ... وقلت: تحية رغم كل شيء طاهرة.
অজানা পৃষ্ঠা