ووجه عينيه نحو المخرج، فقال المخرج: المسرحية مرعبة! - ماذا تعني؟ - ترى كيف يكون وقعها في الجمهور؟ - لقد وافقت عليها وأنا مطمئن. - لكن جرعة الرعب جاوزت الحد.
وقال إسماعيل نجم الفرقة: دوري بشع!
فقال الهلالي: لا يوجد من هو أقسى من المثاليين، هم المسئولون عن المذابح العالمية! دورك تراجيدي من الطبقة الأولى!
فقال سالم العجرودي: قتل الطفل سيفقده أي عطف ... - دعنا الآن من التفاصيل، ممكن حذف دور الطفل. لقد نجح عباس يونس في إقناعي أخيرا بقبول مسرحية له، وشعوري يلهمني بأنها ستكون من أقوى المسرحيات التي قدمناها في عمر مسرحنا الطويل.
فقال فؤاد شلبي الناقد: إني أشاركك شعورك، ولكن يجب حذف دور الطفل.
فقال الهلالي: يسرني أن أسمع منك ذلك يا فؤاد؛ إنها مسرحية متقنة وصادقة ومثيرة ...
فقلت بحدة: ما هي بمسرحية؛ إنها اعتراف، هي الحقيقة، نحن أشخاصها الحقيقيون ...
فقال الهلالي بازدراء: ليكن؛ أتحسب أن ذلك فاتني؟ ... لقد رأيتك كما رأيت نفسي، ولكن من أين للجمهور أن يعرف ذلك؟ - ستتسرب الأخبار، بطريقة أو بأخرى ... - ليكن؛ الضرر الأكبر سيحيق بالمؤلف نفسه. بالنسبة لنا، سنضمن مزيدا من النجاح؛ أليس كذلك يا فؤاد؟ - أعتقد ذلك.
فابتسم الهلالي لأول مرة، وقال له: يجب أن يتم كل شيء في لباقة وكياسة. - طبعا ... طبعا!
فرجع سالم العجرودي يتمتم: الجمهور! ... ترى كيف يستقبلها؟
অজানা পৃষ্ঠা