আদওয়া আলা সাহিহাইন
أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي
জনগুলি
واحد، وهذا الامر باطل ومرفوض.
3 قال تعالى: (فبعزتك لا غوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين)(1).
هذه الاية تحكي قول الشيطان الذي حلف يمينا بانه سيغوي العباد كلهم الا المخلصين منهم، فلو كان الانبياء (ع) ممن تصدر منهم الذنوب حتى ولو كانت من الصغائر، فانهم سوف يكونون في زمرة الغاوين والضالين، وليس من عباد الله المخلصين، وقد قرأنا خلال الايات التي ذكرناها آنفا، ان الانبياء هم الناجون والمخلصون كما قال تعالى: (انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار)(2).
وتلاحظ ايضا في ثنايا الاية المذكورة ان الشيطان اعترف واقر بالعجز عن اضلال المخلصين من العباد واغوائهم، وقد شهد الله تعالى لانبيائه بانهم من المخلصين، وضمن لهم منزلة الاخلاص، وايدها لهم.
وهنا نستنتج: ان وساوس الشيطان واضلاله لا سبيل لها الى الانبياء (ع)، ولاتمسهم ببنت شفة.
وبنا على هذا فانا نقطع بان القول بصدور الذنوب من الرسل (ع) وارتكابهم المعاصي قول باطل وسقيم وتحكم.
هب اننا نشاهد في بعض الايات استشعار وقوع الذنب من بعض الانبياوارتكابهم المعصية، فان ظاهر هذه الايات يتعارض مع تلك الايات الصريحة التي تنفي ارتكاب الانبياء (ع) للذنب، بحيث لا يمكن الجمع بين هاتين الفئتين من الايات، وعلى هذا يقتصر الحل الوحيد بان ناول هذه الايات الى المعاني التي حددتها الايات الصريحة من الفئة الاخرى والاحاديث الوارده في هذا الموضوع.
وقد تصدى العلما للموضوع فالفوا كتبا في عصمة الانبياء وقد جمعوا بين كلا الطائفتين من الايات ومن ثم تاويل الايات النافية الى معان تتناسب مع هذه الايات والروايات الصريحة في اثبات العصمة.
পৃষ্ঠা ১৯৫