আদওয়া আল-বয়ান ফি তাফসির আল-কুরআন
أضواء البيان في تفسير القرآن
প্রকাশক
دار عطاءات العلم (الرياض)
সংস্করণের সংখ্যা
الخامسة
প্রকাশনার বছর
١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)
প্রকাশনার স্থান
دار ابن حزم (بيروت)
জনগুলি
آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (١)
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
تأليف
الشيخ العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي
(١٣٢٥ - ١٣٩٣)
إشراف
بكر بن عبد الله أبو زيد
المجلد الأول
الفاتحة - النساء
دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
المقدمة / 1
مَدْخَل إلى مَشْروع (آثارِ الشَّيخ العلَّامة محمد الأمين الشِّنْقِيطي)
وفيه:
• مُقَدِّمة المُشْرِف العامّ على المشروع فضيلة الشيخ بَكْر بن عبد الله أبو زيد
• خِطَّة العمل في المشروع لـ عليِّ بن محمَّد العِمْران
• ترجمة مختصرة للشَّيخ العلامة محمد الأمين الشِّنْقِيطي للشيخ خالد بن عثمان السبت
المقدمة / 5
مقدمة المشرف العام على مشروع (آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي) فضيلة الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد -حفظه الله- رئيس مجمع الفقه الإسلامي بجدة
الحمد لله على آلائه المتكاثرة ونعمه المتواترة، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.
أما بعد؛ فهذا مشروع جديد من سلسلة المشاريع العلمية المباركة -إن شاء الله تعالى-: التي بدأناها بـ:
- آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال. وقد طبع منه ثلاثة عشر مجلدًا، والبقية تحت الإعداد.
- ثم تبعها: آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال. وقد طبع منه ثمانية مجلدات، ومثلها في العدد سيطبع قريبًا. ولا زال العمل مستمرًا فيهما.
- وهذا هو المشروع الثالث ضمن هذه السلسلة وهو: آثار فضيلة شيخنا العلامة الفقيه الأصولي المفسر المجتهد محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي ثم المدني، المولود سنة ١٣٢٥ - على الأرجح- والمتوفي سنة ١٣٩٣ - رحمه الله تعالى-.
وقد بدأت طباعة كتب الشيخ -رحمه الله تعالى- في حياته مما ألفه هو، أو مما جمعه طلابه من محاضراته، وبعضها طبع بعد وفاته، وبعضها لم يطبع إلا قريبًا، وبعضها لم يطبع حتى الآن -وهو (الرحلة
المقدمة / 7
إلى إفريقيا) و(الفتاوى) -.
وفي عملنا هذا ضممنا جميع كتب الشيخ التي وقفنا عليها، فلم يبق له كتاب أو رسالة إلا دخلت ضمن هذا العمل، فجرى تحقيق جملةٍ منها مما وجدنا له أي أصلٍ يُعْتمد عليه، وصحَّحنا جملةً أخرى، حتى اكتمل عقدها في تسعة عشر مجلدًا.
وقد استغرق العمل فيها من بدايته حتى استوى على سوقه نحو ثلاث سنوات مع الاشتغال بالمشاريع العلمية الأخرى، وهذا من ثمرات التعاون بين جميع المشاركين في هذا العمل. وسيأتي في (خطة العمل في هذا المشروع) شرح وافٍ لذلك.
ونشير هنا إلى أمور:
الأول: يسرُّ مجمع الفقه الإسلامي بجدة المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي أن تكون طباعة آثار العلامة الشنقيطي ضمن منشوراته؛ لما فيها من العلم والتحقيق الذي يلتقي مع أهداف المجمع الذي أُسِّس من أجلها.
الثاني: من نعمة الله تعالى موافقة الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي على تمويل هذا المشروع بواسطة مؤسسته الخيرية، جزاه الله خيرًا.
الثالث: في ترجمة شيخنا اكتفينا بترجمة مختصرة في مقدمة المشروع، لحين تيسر كتابة ترجمة واسعة لائقة بمكانة الشيخ -رحمه الله تعالى-.
الرابع: بعد هذه التقدمة شرح مفصل لمراحل العمل في
المقدمة / 8
المشروع، والكتب الداخلة فيه، وطريقة التحقيق والتصحيح، وذِكْر المشاركين فيه.
خامسًا: نشكر جميع من أسهم في إنجاح هذا العمل العلمي المبارك، ونُهيب بكل من لديه فائدة أو مشورة تُعِين على تسديد هذا العمل وتكميله على التواصل معنا.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم.
بكر بن عبد الله أبو زيد
المقدمة / 9
خطة العمل في (آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي)
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. والحمد لله الذي لا يُؤدَّى شُكْرُ نعمةٍ من نِعَمِهِ إلا بنعمةٍ منه توجب على مُؤدِّي ماضي نعمه بأدائها نعمةً حادثةً يجب عليه شكره بها. ولا يبلغ الواصفون كُنه عظمته الذي هو كما وصَفَ نفسَه وفوقَ ما يصفُه به خلقُه.
أحمده حمدًا كما ينبغي لكرم وجهه وعِز جلاله، وأستعينه استعانةَ من لا حول له ولا قوة إلا به، وأستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه، وأستغفره لما أَزلفتُ وأَخرتُ: استغفار من يُقر بعبوديته ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله (^١).
أما بعد: فهذا المشروع المبارك -إن شاء الله تعالى- هدفه طباعة جميع كتب الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي ﵀ سواء تلك الكتب التي ألَّفها، أو تلك الأمالي والمحاضرات التي كان يلقيها على الطلاب في المعاهد والكليات العلمية، فتُدَوَّن وتُعرض عليه ويجيزها، أو تلك الدروس التي ألقاها في مجالسه العلمية في المسجد النبوي وغيره وسجلت عنه في أشرطة، أو المحاضرات التي كان يلقيها
_________
(^١) اقتباس من مقدمة (الرسالة): ٨ - ٩ للشافعي.
المقدمة / 11
أو يكتبها في الملتقيات الثقافية، أو الفتاوى التي كان يجيب بها على المستفتين.
هذا هو شرط هذا المشروع في جميع الكتب التي أُدْرِجَت فيه، فلم نُدْخِل فيه المذكِّرات غير النصِّيَّة كـ (تفسير سورة هود وسورة النور) باعتناء الأهدل، والمقيَّدات في أثناء الدروس والمحاضرات، وكذا أعمال الجمع والترتيب من كلام الشيخ وكتبه كـ (سلالة الفوائد الأُصولية) للسديس وغيرها، والكتب الناقصة كـ (رسالة له في النحو) ... وغيرها. ولم ندخِل كذلك الإكمالات لما تركه الشيخ ناقصًا كـ (تكملة أضواء البيان) للشيخ عطية سالم وهي المجلدان الثامن والتاسع من المطبوع، و(تكملة شرح المراقي) لمن أكملها من طلابه، وهي شرح نحو مئة وستين بيتًا.
وعليه فالكتب التي دخلت في هذا المشروع -بحسب ترتيبها فيه- هي:
١ - أضْوَاءُ البيَانِ في إيضَاحِ القُرْآنِ بِالقُرْآنِ (١ - ٧).
٢ - العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشِّنْقِيطِيِّ في التَّفْسِيرِ (١ - ٥).
٣ - دَفْعُ إيهَامِ الاضْطِرابِ عَنْ آياتِ الكِتابِ.
٤ - مَنْعُ جَوَازِ المَجَازِ في المُنَزَّلِ للتَّعَبُّدِ والإعْجازِ.
٥ - شَرْحُ مَرَاقِي السُّعُوْدِ. المطبوع باسم (نَثْرُ الوُرُوْدِ) (١ - ٢).
٦ - مُذَكِّرَةُ أُصُوْلِ الفِقْهِ على رَوْضَةِ النَّاظِرِ.
٧ - آدابُ البحثِ والمناظرة.
٨ - رِحْلَةُ الحَجِّ إلى بَيتِ اللَّهِ الحَرامِ.
المقدمة / 12
٩ - الرِّحْلَةُ إلى إفْرِيقِيا -يطبع لأول مرة-.
١٠ - الفَتَاوَى وهي خمس -تطبع لأول مرة-.
١١ - المُحَاضَرات [*]، وهي:
• المصالحُ المُرْسَلَةُ.
• منهجُ التشريعِ الإسلاميِّ وحِكْمَتُه.
• الإسلامُ دِينٌ كامِلٌ.
• منهجٌ ودراساتٌ لآياتِ الأسماءِ والصِّفاتِ.
• المُثُلُ العُلْيا في الإسْلامِ.
• فتوى في تحريم التعليم المُخْتَلَطِ.
• بيانُ الناسِخِ والمنْسُوخِ من آيِ الذِّكْرِ الحكيم.
وكان العمل في هذه الكتب على نوعين:
الأول: تحقيق، وهي خمسة كتب:
• العذب النمير، والرحلة إلى إفريقيا، كلاهما من تحقيق الشيخ خالد بن عثمان السبت.
• شرح مراقي السعود (المطبوع باسم نثر الورود)، حققه: علي بن محمد العمران.
• آداب البحث والمناظرة، حققه: الشيخ سعود بن عبد العزيز العريفي.
• الفتاوى -وهي خمس-، حققها: الشيخ سليمان بن عبد الله العمير.
_________
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: وأضيف لهم محاضرة ثامنة بعنوان «حول شبهة الرقيق» في هذا الطبعة
المقدمة / 13
الثاني: قراءة وتصحيح، وهي بقية الكتب.
أما العمل في هذه الكتب تحقيقًا وتصحيحًا فهدفه الأساس هو الخروج بنصٍّ صحيح خال من الأخطاء، أقرب ما يكون إلى ما تركه المؤلف.
غير أن الكتب المحققة تمتاز بالعناية بنص الكتاب؛ بالاعتماد على أصوله الخطية أو المسموعة، وبالتخريج لآياته وأحاديثه وأشعاره، والترجمة لأعلامه، والتعليق على مسائله، وغيرها مما تتطلبه مهمة التحقيق. وفي مقدمات تلك الكتب المحققة ما يُغني عن تفصيل القول في كل كتاب هنا.
أما الكتب المصححة، فنفصِّل القولَ فيها كالتالي:
• أضواء البيان:
وكان العمل فيه كالتالي:
- اعتمدنا في المقابلة على النسخة المطبوعة في حياة الشيخ -رحمه الله تعالى- وهي طبعة المدني.
- وضعنا أرقام صفحات الطبعة القديمة في هوامش طبعتنا لتسهيل الرجوع إليها. وهذا صنعناه في (أضواء البيان) خاصة.
- صححنا الأخطاء المطبعية المنتشرة في الكتاب وهي كثيرة جدًّا، خاصة في النصوص الشعرية، واستفدنا من التصحيحات التي قيَّدها الشيخ عبد الرحمن السديس على نسخته.
- أعدنا تنسيق نصوص الكتاب من جديد، فقسَّمنا النصَّ إلى
المقدمة / 14
فقرات تُعِين على فهمه وترتيب أفكاره وموضوعاته، مع مراعاة عدم المبالغة في هذا الأمر، وأصلحنا الخلط الواقع فيها.
- ومن ذلك أن جعلنا الآيات التي خصَّها الشيخ بالشرح تبدأ بفقرة جديدة وقبلها علامة (*).
- راجعنا كثيرًا من النصوص التي ينقلها الشيخ من المصادر عند وجود إشكالٍ ما.
- لم نتصرف في نصوص الكتاب بالتغيير ونحوه إلا عند التأكد من الخطأ. مع التقليل من الأقواس [] أو () عند إضافة نصٍّ أجنبي.
- إذا لم يتبين لنا وجه الصواب في العبارة، تركناه كما هو مع الإشارة في الهامش إلى ذلك.
- اعتنينا بعلامات الترقيم، بلا مبالغة أو تفريط.
• مذكرة أصول الفقه:
- اعتمدنا في المقابلة على الطبعة السلفية التي طبعت في حياة الشيخ عام ١٣٩١.
- صححنا الكتاب بنحو ما تقدم في (أضواء البيان).
- استفدنا من بعض التصحيحات في بعض الطبعات الأخرى.
- أحلنا على "روضة الناظر" (^١) في كل موضع يشرحه الشيخ، ووضعنا نصوص "الروضة" بين قوسين كبيرين بخط أثخن تمييزًا له.
_________
(^١) بتحقيق الشيخ عبد الكريم النملة، في ثلاثة مجلدات.
المقدمة / 15
• دفع إيهام الاضطراب:
- استفدنا من عدة طبعات للكتاب، الطبعة القديمة التي طبعت في حياة الشيخ، وطبعة أخرى في مجلة الجامعة الإسلامية، وطبعة مكتبة ابن تيمية.
- صححنا الكتاب بنحو ما تقدم في أضواء البيان.
- صححنا الكتاب أكثر من ثلاث مرات، وراجعنا لحل الإشكالات كتب الشيخ الأخرى. وكان في النية الإحالة على أضواء البيان في المواضع التي تعرَّض لشرحها، لكن لم يتيسر ذلك.
• منع جواز المجاز:
- اعتمدنا في المقابلة على الطبعة القديمة للكتاب، التي طبعت في حياة الشيخ ﵀.
- صححنا الكتاب بنحو ما تقدم في أضواء البيان.
- راجعنا الأشعار على مصادرها من كتب الشواهد والدواوين لكثرتها، وضبطنا ما هو بحاجة إلى ضبط.
- أحلنا على الكتب التي صرح الشيخ بالنقل عنها.
• رحلة الحج إلى بيت الله الحرام:
- اعتمدنا في المقابلة على الطبعة الأولى التي طبعت عام ١٤٠٣ أي بعد وفاة الشيخ بعشر سنوات، مع أن الشيخ كان قد انتهى من إملائه قبل وفاته.
- صححنا الكتاب بنحو ما تقدم في أضواء البيان.
المقدمة / 16
- أعدنا تصحيحه والاعتناء به ثلاث مرات.
• المحاضرات:
- ضممنا تحت هذا العنوان كل المحاضرات التي عرفناها مما ألقاه أو أملاه الشيخ في المواسم الثقافية في الجامعة الإسلامية وهي خمس، ثم ألحقنا بها (فتوى في تحريم التعليم المختلط)، و(شرحًا لأبيات السيوطي في الناسخ والمنسوخ من الآيات) [*].
- اعتمدنا في تلك المحاضرات وما تبعها على أقدم الطبعات، غير محاضرة (منهج ودراسات لآياتِ الأسماءِ والصِّفاتِ) فقد حصلنا على شريط مسجل لها فكان عليه الاعتماد. و(تحريم التعليم المختلط) اعتمدنا على نسخة مكتوبة على الحاسب.
- تراجع مقدمة (المحاضرات) لزيادة التفصيل.
وبعد؛ فقد صار عدد مجلدات هذا المشروع تسعة عشر مجلدًا؛ سبعة (للأضواء)، وخمسة (للعذب النمير)، ومجلدان (لشرح المراقي)، ومجلد (للمذكرة)، ومجلد ضممنا فيه كتابين: (دفع الإيهام، ومنع جواز المجاز)، ومجلد (لآداب البحث)، ومجلد (لرحلة الحج)، ومجلد ضممنا فيه ثلاثة كتب: (الرحلة إلى أفريقيا، والفتاوى -وهي خمس-، والمحاضرات -وهي سبع [*]-).
وكان من المؤمل صنع ترجمة كبيرة لائقة بالشيخ الأمين يكتبها تلميذه شيخنا العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد المشرف العام على المشروع لكن حال دون ذلك حوائل، ولذا اكتفينا بالترجمة الموجزة التي كتبها الشيخ خالد السبت في مقدمة (العذب النمير) مع بعض الزيادات.
_________
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: أضيفت محاضرة (حول شبهة الرقيق)، في هذه الطبعة الجديدة، فعدد المحاضرات فيها ٨
المقدمة / 17
ونحن نعقد العزم بعد الانتهاء من هذا المشروع الكبير على صنع فهارس شاملة مفصلة ومتنوعة، نظرية وعلمية لجميع الكتب، تجمع في مجلد واحد. وكان قد صنع بعض طلبة العلم فهارس متنوعة لأكثر كتب الشيخ إلا أنه بحاجة إلى بعض الإكمال والتصحيح وتحويل أرقام الصفحات إلى طبعاتنا.
كما نشكر جميع المشايخ المشاركين في إنجاز هذا العمل الكبير سواء في التحقيق وهم: الشيخ سليمان بن عبد الله العمير الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة، والشيخ خالد بن عثمان السبت الأستاذ بكلية المعلمين بالدمام، والشيخ سعود بن عبد العزيز العريفي الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة. أو التقويم والتصحيح وهم: الشيخ أحمد حاج عثمان، والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن قائد. وكذلك الأفاضل الذين شاركوا في المراجعة والمقابلة مثل: الأخ عبد الرحمن بن سالم الأهدل، ونايف بن محمد القطاع، وغيرهم.
وفي ختام هذه المقدمة ندعو كل المهتمين بكتب العلامة الشنقيطي إلى التواصل معنا بكل ما يستدرك سواء من كتب أو أشرطة وقفوا عليها لم تدخل في المشروع، أو من تصحيحات في نصوص الكتب، أو اقتراحات تُثرْي العمل وتسدده.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
كتبه: علي بن محمد العمران
٨ / جمادى الآخرة / ١٤٢٦
المقدمة / 18
تَرْجَمَةُ الشيخ العَلَاّمَةِ الْمُفَسِّرِ الأُصُولِيِّ مُحَمَّدِ الأَمِينِ الشَّنْقِيطِيِّ (^١)
أولا: اسْمُهُ وَنَسَبُهُ
هو محمدُ الأمينُ بنُ محمدِ المختارِ بنِ عبدِ القادرِ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ نوحِ بنِ محمدِ بنِ سَيِّدِي أحمدَ بنِ المختارِ. من أولادِ الطالبِ أوبك، الذي هو من أولادِ كريرِ بنِ الموافِي بنِ يعقوبَ بنِ جاكن الأبر، جد القبيلةِ المعروفةِ بالجكنيين، التي يَرْجِعُ نَسَبُهَا إلى حِمْيَرَ.
ثانيا: مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ
وُلِدَ الشيخُ ﵀ سنةَ (١٣٢٥) عندَ ماءٍ يُسَمَّى (تَنْبَة) من أعمالِ (كيفا) من موريتانيا.
وقد نشأ الشيخُ ﵀ يَتِيمًا؛ إذ تُوُفِّيَ والدُه وهو صبيٌّ صغيرٌ لا زَالَ يقرأُ في جزءِ عمَّ من القرآنِ الكريمِ. فَتَرَعْرَعَ الغلامُ في بيتِ أخوالِه الذين هُمْ من بَنِي عمومته؛ ذلك أن والدتَه كانت ابنةَ عمِّ أبيه، وكان ذلك البيتُ الذي تَرَبَّى فيه الشيخُ ﵀ يزخرُ بمزيدٍ من العلمِ فضلًا عمَّا يكتنفُ تلك البيئةَ من قُطْرِ شنقيطَ عمومًا من انتشارٍ
_________
(^١) مصادر الترجمة: ترجمة تلميذه الشيخ عطية سالم، وهي مطبوعة في آخر أضواء البيان، «علماء ومفكرون عرفتهم» للمجذوب (١/ ١٧١)، «ترجمة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي» للسديس، «جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف» للطويان (رسالة ماجستير مقدمة في الجامعة الإسلامية عام ١٤١٢ هـ ثم طُبِعت في مجلدين عن مكتبة العبيكان) وغيرها.
المقدمة / 19
للعلمِ وَذَوِيهِ، والأدبِ وأربابِه، والفروسيةِ ورجالاتها.
وكان أبوه قد خَلَّفَ له ثروةً من المالِ والحيوانِ، ولم يُخَلِّفْ وَلَدًا سِوَاهُ.
يقول الشيخُ ﵀ متحدثًا عن بعضِ أيامِ الصِّبا: "كنتُ أَمِيلُ إلى اللَّعِبِ أكثرَ من الدراسةِ، حتى حفظتُ الحروفَ الهجائيةَ، وبدءوا يُقْرِئُونَنِي إياها بالحركاتِ (ب، فتحة بَا، ب، كسرة بِي، ب ضمة بُو) وهكذا .. فقلتُ لهم: أَوَكُلُّ الحروفِ هكذا؟ قالوا: نَعَمْ، فقلتُ: كفى، إني أستطيعُ قِرَاءَتَهَا كُلَّهَا على هذه الطريقةِ؛ كي يتركوني، فقالوا: اقْرَأْهَا. فقرأتُ بثلاثةِ حروفٍ أو أربعةٍ، وتنقَّلْتُ إلى آخِرِهَا بهذه الطريقةِ، فعرفوا أني فهمتُ قَاعِدَتَها، واكتفوا مني بذلك، وتركوني، ومن ثم حُبِّبَتْ إِلَيَّ القراءةُ" ا. هـ.
ولما أتم العاشرةَ من عمرِه فَرَغَ من حفظِ القرآنِ الكريمِ على خالِه عبدِ اللَّهِ بنِ محمدٍ المختارِ بنِ إبراهيمَ بنِ أحمدَ نوحٍ.
ثالثا: طَلَبَهُ لِلْعِلْمِ
بعدَ أن أَتَمَّ حفظَ القرآنِ في سِنِّ العاشرةِ تَعَلَّمَ رسمَ المصحفِ العثمانيِّ على ابنِ خالِه، وهو سيدي محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ المختار، كما قرأَ عليه التجويدَ في مَقْرَأِ نافعٍ، بروايةِ وَرْشٍ، من طريقِ أبي يعقوبَ الأزرقِ، وقالون من روايةِ أبي نشيطٍ، وأخذَ عنه سَنَدًا بذلك إلى النبيِّ ﷺ، وكان قد بلغَ من العمرِ ستةَ عشرَ عامًا.
كما دَرَسَ أثناءَ تلك القراءةِ بعضَ المختصراتِ في الفقهِ على
المقدمة / 20
مذهبِ الإمامِ مالكٍ، كرجزِ ابن عَاشِرٍ، كما درسَ الأدبَ مع شيءٍ من التوسعِ على زوجةِ خالِه، وأخذَ عنها إضافةً إلى الأدبِ: مبادئَ النحوِ كالآجرومية، وبعضِ التمرينات، كما أخذَ عنها بتوسعٍ: أنسابَ العربِ وأيامَهم، والسيرةَ النبويةَ، ونظم الغزوات لأحمد البدوي الشنقيطي -وهو يَرْبُو على خمسمائة بيتٍ مع شَرْحِهِ لابنِ أختِ المؤلفِ المعروفِ بحماد-، ودرسَ عليها أيضا نظمَ عمودِ النسبِ للمؤلفِ نفسِه، وهو نظمٌ طويلٌ يُعَدُّ بالآلافِ، بالإضافةِ إلى شرحِه لابنِ أختِ المؤلفِ (القدر المتعلق بالعدنانيين).
كُلُّ ذلك حَصَّلَهُ في بيتِ أخوالِه!! وقد أَخَذَ عن غيرِهم الفقهِ المالكيِّ من مختصرِ خليلٍ، والنحوَ من ألفيةِ ابنِ مالكٍ وغيرِها، والصرفَ، والأصولَ، والبلاغةَ، وشيئًا من الحديثِ، والتفسيرِ.
أما المنطقُ وآدابُ البحثِ والمناظرةِ فكان تحصيلُه لها عن طريقِ المطالعةِ.
يُحَدِّثُنَا الشيخُ ﵀ عن بدايةِ الطلبِ فيقول: "وَلَمَّا حَفِظْتُ القرآنَ، وأخذتُ الرسمَ العثمانيَّ، وتفوَّقْتُ فيه على الأقرانِ، عُنِيَتْ بي والدتي وأخوالي أَشَدَّ عنايةٍ، وعزموا على توجيهي للدراسةِ في بقيةِ الفنونِ، فجهَّزَتْنِي والدتي بِجَمَلَيْنِ، أحدهما عليه مَرْكَبِي وَكُتُبِي، والآخَرُ عليه نَفَقَتِي وَزَادِي، وصحبني خادمٌ ومعه عدةُ بقراتٍ، وقد هَيَّأَتْ لي مركبي كأحسنِ ما يكونُ من مركبٍ، وملابسَ كأحسنِ ما تكونُ، فَرَحًا بي، وَتَرْغِيبًا لي في طلبِ العلمِ، وهكذا سَلَكْتُ سبيلَ الطلبِ والتحصيلِ" اهـ.
المقدمة / 21
رَابِعًا: هِمَّتُهُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ
كان الشيخُ ﵀ يتمتعُ بهمةٍ عاليةٍ في طلبِ العلمِ، فَلَمْ يكن يُفَوِّتُ مسألةً مما دَرَسَ دونَ استيعابٍ وتمحيصٍ، وإن كَلَّفَهُ ذلك جهودًا مضنيةً وأوقاتًا طويلةً، وإليك هذه الواقعةَ التي تُنَادِي بما ذكرتُ، يقولُ الشيخُ ﵀: "جِئْتُ للشيخِ في قراءتِي عليه، فَشَرَحَ لي كما كان يشرحُ، ولكنه لم يَشْفِ ما في نفسي على ما تَعَوَّدْتُ، ولم يَرْوِ لي ظَمَئِي، وقمتُ من عنده وأنا أَجِدُنِي في حاجةٍ إلى إزالةِ بعضِ اللبسِ، وإيضاحِ بعضِ المُشْكِلِ، وكان الوقتُ ظُهْرًا، فأخذتُ الكتبَ والمراجعَ، فَطَالَعْتُ حتى العصرِ، فلم أَفْرَغْ من حاجتِي، فعاودتُ حتى المغربِ، فلم أَنْتَهِ أيضًا، فَأَوْقَدَ لِي خَادِمي أعوادًا من الحطبِ أقرأُ على ضَوْئِهَا، كعادةِ الطلابِ، وواصلتُ المطالعةَ، وأتناولُ الشاهي الأخضرَ كُلَّمَا مَلِلْتُ أو كَسِلْتُ، والخادمُ بجواري يوقدُ الضوءَ، حتى انبثقَ الفجرُ وأنا في مجلسي لم أَقُمْ إلا لصلاةِ فرضٍ أو تناولِ طعامٍ، وإلى أن ارتفعَ النهارُ وقد فَرَغْتُ من درسي وزالَ عني لَبْسِي، ووجدتُ هذا المحلَّ من الدرسِ كغيره في الوضوحِ والفَهْمِ .. " ا. هـ
هكذا كان يصنعُ ﵀ حينما يعرضُ له إشكالٌ!! بالإضافةِ إلى ما كانَ يكابدُه من سهرٍ في تَتَبُّعِ كلامِ الشُّرَّاحِ للكتابِ الذي يشتغلُ بدراستِه طَلَبًا لاستيفاءِ كُلِّ ما قِيلَ في المسألةِ أو البابِ.
خَامِسًا: غَزَارَةُ عِلْمِهِ وَسِعَةُ اطِّلَاعِهِ
حَبَا اللَّهُ الشيخَ ﵀ ذكاءً مُفْرطًا، وحافظةً نادرةً، وهمةً عاليةً، فَسَخَّرَ ذلك كُلَّهُ في تحصيلِ العلمِ وجَمْعِه بمختلفِ فنونِه
المقدمة / 22
وصنوفِه، من عقيدةٍ، وتفسيرٍ، وحديثٍ، وأصولٍ، وعربيةٍ ...
وكان كلامُه في العلمِ يَشُدُّ كُلَّ مَنْ سَمِعَهُ، حتى يُخَيَّلَ للسامعِ أن الشيخَ أَفْنَى عمرَه في ذلك الفنِّ ولا يُحْسِنُ غيرَه!
وهذه ليست من المبالغةِ في شيءٍ، وَمَنْ قَرَأَ كتابَه "الرحلة"، أو سَمِعَ شيئًا من محاضراتِه ومناظراتِه، سواءً في المدينةِ النبويةِ، أو ما سُجِّلَ له إبِّانَ زيارتِه لعشرِ دولٍ إفريقيةٍ على رأسِ وَفْدٍ من الجامعةِ، عَرَفَ حقيقةَ ما ذَكَرْتُ، كما أن دروسَه الْمُسَجَّلَةَ في التفسيرِ أكبرُ شاهدٍ على ذلك.
ولقد صدقَ ﵀ حينما قال: "لَا توجدُ آيةٌ في القرآنِ إلا دَرَسْتُهَا عَلَى حِدَةٍ" ا. هـ.
وقال: "كُلُّ آيَةٍ قال فيها الأَقْدَمُونَ شيئًا فهو عِنْدِي"!!
ولما قال له أحدُ الأشخاصِ: "إن سليمانَ الجَمَلِ -صاحبَ حاشيةِ الجَمَلِ على الجَلَالَيْنِ- لم يَقُلْ هَذَا". قال: "أَحْلِفُ لكَ باللَّهِ أني أعلمُ بكتابِ اللَّهِ من سليمانَ الجملِ بكذا؛ لأني أخذتُ المصحفَ من أَوَّلِهِ إلى آخِره، ولم تَبْقَ آيةٌ إلا تَتَبَّعْتُ أقوالَ العلماءِ فيها، وعرفتُ ما قالوا".
وكان ﵀ يحفظُ من أشعارِ العربِ وشواهدِ العربيةِ الآلافَ المؤلفةَ من الأبياتِ، كما كان يحفظُ أكثرَ أحاديثِ الصحيحين، وألفيةَ ابنِ مالكٍ، وَمَرَاقِي السعودِ، وألفيةَ العراقي، وغيرَ ذلك من المنظوماتِ في السيرةِ النبويةِ، والغزواتِ، والأنسابِ، والمتشابِه من
المقدمة / 23
ألفاظِ القرآنِ، وشيئًا من المتونِ في الفقهِ نَثْرًا ورَجَزًا.
وَمَنْ يسمع شيئًا من دروسِ التفسيرِ لم يَسْتَكْثِرْ ذلك عليه.
سَادِسًا: عَقِيدَتُهُ
إن من الأمورِ البارزةِ التي تَشُدُّ انتباهَ المستمعِ لدروسِ الشيخِ ﵀ أو القارئِ لهذا المكتوبِ منها، كثرةَ تقريرِه لاعتقادِ أهلِ السنةِ والجماعةِ في جميعِ الأبوابِ الاعتقاديةِ -خاصةً ما يتعلقُ بالأسماءِ والصفاتِ- فهو يُقَرِّرُ ذلك كُلَّهُ بعبارةٍ واضحةٍ على قواعدَ راسخةٍ مع حشدٍ من الأدلةِ النقليةِ والعقليةِ، حتى إن المستمعَ لكلامِه أو القارئَ له يُخيَّلُ إليه أن الشيخَ ﵀ لا يُحْسِنُ غيرَ هذا البابِ من العلمِ. وَمَعَ تَوَسُّعِ الشيخِ ﵀ في تقريرِ عَامَّةِ هذه المسائلِ وإفاضتِه في الاحتجاجِ للمعتقَد الحقِّ فيها، كانَ لا يَكِلُّ ولا يَمَلُّ من تَكْرَارِ ذلك عند كُلِّ مُنَاسَبَةٍ، فنجدُ أنه يتكلمُ في بيانِ الأُسُسِ الثلاثةِ التي يُبْنَى عليها المعتقدُ الصحيحُ في الصفاتِ في ثمانيةِ مواضعَ من هذه الدروسِ التي وَصَلَتْ إلينا، وهكذا كلامُه على موضوعِ التشريعِ وَالْحُكْمِ بغيرِ ما أنزل اللَّهُ، وكذا عند بيانِ اختصاصِ اللَّهِ تعالى بعلمِ الغيبِ، كما نجدُ الردَّ على القدريةِ في سبعةِ مواضعَ، وكذا عَرْضُ المناظرةِ بين الإسفرائيني والقاضي عبدِ الجبارِ في الْقَدَرِ، وفي ستةِ مواضعَ يُقَرِّرُ صفةَ الاستواءِ، وفي مِثْلِهَا يذكرُ المحاورةَ التي وَقَعَتْ بين الأعرابيِّ وعمرِو بنِ عُبَيْدٍ في القدرِ، إلى غيرِ ذلك مما يتكررُ في هذه الدروسِ المباركةِ من مسائلِ الاعتقادِ.
وهذا التقريرُ لمسائلِ الاعتقادِ لا يقتصرُ على الدروسِ التي كان
المقدمة / 24
يُلْقِيهَا في التفسيرِ في مسجدِ رسولِ اللَّهِ ﷺ بل نَجِدُهَا مبثوثةً في كُتُبِهِ، لا سيما "أضواء البيان" (^١).
ولم يكن تَمَكُّنُ الشيخِ ﵀ مُقْتَصِرًا على اعتقادِ أهلِ السنةِ، بل هو راسخُ المعرفةِ بمذاهبِ المتكلمين ووجوهِ بُطْلَانِهَا، وهذا ظاهرٌ بجلاءٍ فيما يُقَرِّرُهُ في هذه الدروسِ وفيما ذَكَرَهُ في كُتُبِهِ، وقد قال ﵀ عندَ تفسيرِ الآيةِ رقمِ (٥٤) من سورةِ الأعرافِ، وهي قولُه تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ...﴾ [الأعراف / ٥٤] بعد تقريرِه للمعتقدِ الصحيحِ في بابِ الصفاتِ وبيانِ بُطْلَانِ مذهبِ المتكلمين في ذلك: "ونحنُ نقولُ لكم هذا وَنُقَرِّرُ لكم مذهبَ السلفِ على ضوءِ القرآنِ العظيمِ مع أنَّا ما دَرَسْنَا دراسةً شديدةً مثل علومِ الكلامِ والمنطقِ، وما تَنْفِي به كُلُّ طائفةٍ بَعْضًا من صفاتِ اللَّهِ، ونحن مُطَّلِعُونَ على جميعِ الأدلةِ وعلى تَرْكِيبِهَا التي نُفِيَ بها بعضُ الصفاتِ، عارفونَ كيف جاءَ البُطْلَانُ، ومن الوجهِ الذي جاءَ البُطْلَانُ، واسمُ الدليلِ الذي تُرِدُ به، ولكن ذلك لا يَلِيقُ في هذا المجلسِ الحافلِ؛ لأنه لا يَعْرِفُهُ إلا خَوَاصُّ الناسِ، فبعدَ النظرِ العامِّ الطويلِ في علمِ الكلامِ وما يستدلُّ به طوائفُ المتكلمين، وما تَرُدُّ به كُلُّ طائفةٍ على الأخرى، والأقيسةِ المنطقيةِ التي رَتَّبُوهَا وَنَفَوْا بها بعضَ الصفاتِ، ومعرفتنا من الوحيِ ومن نَفْسِ الكلامِ والبحوثِ والمناظراتِ كيف يَبْطُلُ ذلك الدليل، ومن أين جاء الخطأُ، وَتَحَقَّقْنَا من هذا كُلِّهِ، بعد ذلك كُلِّهِ تَحَقَّقْنَا كُلَّ التحققِ أن السلامةَ كُلَّ السلامةِ،
_________
(^١) وقد جُمع في ذلك رسالة علمية تقدمت الإشارة إليها.
المقدمة / 25