فَلَمَّا خرج قَالَ إِنِّي جَائِع وَلَا رَأْي لجائع قَالَ يَا عجلَان أئته بِالطَّعَامِ فَأتى بِهِ فَطَعِمَ ثمَّ قَالَ سل عَمَّا بدا لَك فَمَا سَأَلَهُ عَن شئ إِلَّا وجد عِنْده بعض مَا يُرِيد أخبرنَا المحمد أَن ابْن نَاصِر وَابْن عبد الْبَاقِي قَالَا أخبرنَا حمد بن أَحْمد قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ قَالَ حَدثنَا عُثْمَان بن مُحَمَّد قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى قَالَ سَمِعت يُوسُف بن الْحُسَيْن يَقُول سَمِعت ذَا النُّون يَقُول من وجدت فِيهِ خمس خِصَال رجيت لَهُ السَّعَادَة وَلَو قبل مَوته بساعتين قيل مَا هِيَ قَالَ اسْتِوَاء الْخلق وخفة الرّوح وغزارة الْعقل وصفاء التَّوْحِيد وَطيب المولد
ذكر الْقسم الثَّانِي وَهُوَ الِاسْتِدْلَال على عقل الْعَاقِل بالأفعال والأقوال
قَالَ الْمُؤلف يسْتَدلّ على عقل الْعَاقِل بسكوته وسكونه وخفض بَصَره وحركاته فِي أماكنها اللائقة بهَا ومراقبته للعواقب فَلَا تستفزه شَهْوَة عاجلة عقباها ضَرَر وتراه ينظر فِي الفضاء فَيتَخَيَّر الْأَعْلَى والأحمد عَاقِبَة من مطعم ومشرب وملبس وَقَول وَفعل وَيتْرك مَا يخَاف ضَرَره ويستعد لما يجوز وُقُوعه
أَنبأَنَا يحيى بن ثَابت بن بنْدَار قَالَ أخبرنَا أبي قَالَ أخبرنَا الْحسن بن الْحُسَيْن دَوْمًا قَالَ أخبرنَا مخلد بن جفعر قَالَ أخبرنَا الْحسن بن عَليّ الْقطَّان قَالَ أخبرنَا إِسْمَعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار قَالَ أخبرنَا أَبُو حُذَيْفَة إِسْحَق ابْن بشر الْقرشِي قَالَ أخبرنَا جَعْفَر بن الْحَرْث عَن شهر بن حَوْشَب قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أَلا أنبئكم بعلامة الْعَاقِل يتواضع لمن فَوْقه وَلَا يزدري من دونه يمسك الْفضل من منْطقَة يخالق النَّاس بأخلاقهم ويحتجر الْإِيمَان فِيمَا بَينه وَبَين ربه ﷿ فَهُوَ يمشي فِي الدُّنْيَا بالتقية والكتمان
1 / 14