لغات: أصحهنّ (١) وأشهرهنّ "آمين" بالمدّ والتخفيف، والثانية بالقصر والتخفيف، والثالثة بالإِمالة، والرابعة بالمدّ والتشديد. فالأوليان مشهورتان، والثالثة والرابعة حكاهما الواحدي في أوّل البسيط، والمختار الأولى، وقد بسطت القول في بيان هذه اللغات وشرحها وبيان معناها ودلائلها وما يتعلق بها في كتاب "تهذيب الأسماء واللغات" (٢). ويستحبّ التأمين في الصلاة للإِمام والمأموم والمنفرد، ويجهر به الإمام والمنفرد في الصلاة الجهرية، والصحيح أيضًا أن المأموم يجهر به، سواء كان الجمع قليلًا أو كثيرًا. ويستحبّ أَنْ يكون تأمين المأموم مع تأمين الإِمام، لا قبله ولا بعده، وليس في الصلاة موضع يستحب أن يقترن فيه قول المأموم بقول الإِمام إلا في قوله: آمين، وأما باقي الأقوال فيتأخر قول المأموم.
[فصل]: يسنّ لكل مَن قرأ في الصلاة أو غيرها إذا مرّ بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مرّ بآية عذاب أن يستعيذ به من النار أو من العذاب أو من الشرّ أو من المكروه، أو يقول: اللهمّ إني أسألك العافية أو نحو ذلك؛ وإذا مرّ بآية تنزيه لله ﷾ نزَّهَ فقال: ﷾، أو: تبارك الله ربّ العالمين، أو: جلَّت عظمة ربنا، أو نحو ذلك.
[١/ ١٠٤] روينا عن حذيفة بن اليمان ﵁ قال:
صَلَّيْتُ مع النبيّ ﷺ ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المئة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح آل
[١٠٤] مسلم (٧٧٢)، وأبو داود (٨٧١) و(٨٧٤)، والنسائي ٢/ ١٧٦ و٣/ ٢٢٥، ومعنى "مترسلًا": مرتلًا، مبينًا الحروف، يعطي كل حرف حقه. والصلاةُ التي صلاَّها حذيفةُ مع رسول الله ﷺ كانت صلاة التهجّد.
(١) في هامش"أ": "أفصحنَّ"
(٢) انظر كتاب "تهذيب الأسماء واللغات"٣/ ١٢ـ١٣