أدب الموعظة
أدب الموعظة
প্রকাশক
مؤسسة الحرمين الخيرية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى ١٤٢٤هـ
জনগুলি
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ﴾ [الفتح:٢٩] .
فالزرع يخرج شطأه، وهو ما تفرع في شاطئيه: أي جوانبه، ثم يقوى، ويستغلظ: أي يصير بعد الدقة غليظا، وكذلك حال الصحابة؛ فإنهم كانوا في بدء الأمر قليلا، ثم أخذوا في النمو حتى استحكم أمرهم، وامتلأت القلوب؛ إعجابا بهم.
ويضرب المثل للذم حيث يكون الممثّل به صفة يستقبحها الناس، ويذمون من رضي لنفسه بمثلها، كما ضرب الله مثلا لحال من آتاه الله كتابه، فنكث يده من العمل به، وانحط في أهوائه، فقال - تعالى - ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (١٧٥) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ [الأعراف:١٧٦] .
فقد مثل الله ﷿ في هذه الآية بحال الكلب الذي هو من أخبث الحيوان وأخسها نفسا؛ ذلك أن المنحط في أهوائه شديد اللهف على الدنيا، قليل الصبر عنها، فلهفه نظير لهث الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه.
وبالجملة فالكلام على أمثلة القرآن والسنة كثيرة جدا، والمقصود من ذلك بيان أن ضرب الأمثال سلاح ماض في يد الواعظ إذا أحسن استخدامه١.
٣٧ـ الحرص على الإعراب، والبعد عن اللحن قدر المستطاع:
فالإعراب عماد الكلام، وجماله ووشيه؛ فيحسن بالواعظ أن يحرص على
١ انظر: كتاب الصناعتين، ص٢٣٩ـ٢٥٩، ومحمد رسول الله، ص١١٤، وبلاغة القرآن للشيخ محمد الخضر حسين، ص٢٨ـ٤٠.
1 / 81