অ্যাডাম স্মিথ: একটি সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
آدم سميث: مقدمة موجزة
জনগুলি
على أساس هذه النظرة، شيد صرح ضخم من الضوابط للحيلولة دون جفاف منابع ثروة الأمة، منها: الضرائب على الواردات، ودعم المصدرين، وحماية الصناعات المحلية. ووصل هذا الأمر إلى حد تعرض المستعمرات الأمريكية التي تملكها بريطانيا للعقوبات في ظل هذه المنظومة؛ مما أدى إلى نتائج كارثية. وفي الواقع، كان ينظر إلى التجارة ككل بعين الريبة، وسادت ثقافة الحمائية الاقتصاد المحلي أيضا؛ فمنعت المدن حرفيي المدن الأخرى من الانتقال والعمل في اختصاصاتهم، وتقدم الصناعيون والتجار إلى الملك بالتماسات يطلبون فيها حماية ممارساتهم الاحتكارية، وتعرضت الآلات التي تختصر العمل - كآلة صناعة الجوارب الحديثة آنذاك - إلى الحظر باعتبار أنها تمثل تهديدا للمصنعين الراهنين. (2) إنتاجية التبادل الحر
أوضح سميث أن هذا الصرح المركنتيلي الهائل بني على خطأ؛ ولذا أتى بنتائج عكسية، ورأى أنه في ظل التبادل الحر يصبح كلا الطرفين أكثر ثراء. وببساطة، ما من أحد يمكنه اللحاق بركاب التبادل إذا كان يتوقع تحقيق الخسارة؛ فالمشتري يحقق الأرباح كما يحقق البائع الأرباح، وتعد قيمة الواردات في نظرنا مماثلة لقيمة الصادرات في نظر الآخرين، وليس هناك من حاجة لإفقار الآخرين في سبيل إثراء أنفسنا؛ ففي الواقع، يتسع الطريق للمزيد من الأرباح إذا كان المستهلك ثريا.
1
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الحقيقة الراسخة بأن التبادل الحر ينفع كلا الطرفين، فلقد أكد سميث على أن التجارة والتبادل يؤديان إلى زيادة الازدهار على نحو مشابه بكل تأكيد لما ينتج عن الزراعة أو الصناعة. إن ثروة الأمة ليست مقدار ما تحتويه خزائنها من ذهب وفضة، وإنما هي إجمالي الإنتاج والتجارة، أي ما ندعوه في أيامنا هذه إجمالي الناتج المحلي.
كانت هذه الفكرة جديدة على الأذهان، لكنها كانت قوية وأدت إلى إحداث اختراق فكري كبير في الجدران التجارية التي أقيمت حول المدن الأوروبية منذ القرن السادس عشر، كما كان لهذه الفكرة نتائج عملية أيضا؛ إذ كان كتاب «ثروة الأمم» - بما فيه من نمط مباشر ومؤثر يتصف بالتحدي والحذاقة التهكمية ووفرة الأمثلة - في متناول الأشخاص العمليين القادرين على ترجمة أفكاره إلى فعل.
لم يأت هذا الكتاب في الوقت المناسب لإيقاف الحرب مع المستعمرات الأمريكية، غير أنه مهد الطريق أمام تأييد رئيس الوزراء ويليام بيت للتجارة الحرة وتبسيط الضرائب، ثم إجراءات رئيس الوزراء سير روبرت بيل التي هدفت إلى تحرير أسواق الزراعة؛ ولذلك يمكن القول بأن هذا الكتاب كان أساس العصر العظيم للتجارة الحرة والتوسع الاقتصادي في القرن التاسع عشر. واليوم، نجد أن المنطق وراء التجارة الحرة يلقى قبولا في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن المصاعب العملية التي تواجه تحقيقها. (3) النظام الاجتماعي القائم على الحرية
لم يكن سميث يتوقع أن يكون لكتابه كل هذا التأثير، لكن الثقة المتنامية في الحرية الشخصية والتجارية إنما نشأت بشكل مباشر من فهمه الجديد الجذري لكيفية عمل المجتمعات البشرية واقعيا. لقد لاحظ سميث أن التناغم الاجتماعي من شأنه أن ينشأ بشكل طبيعي من كفاح البشر لإيجاد طرق للعيش والعمل بعضهم مع بعض. إن الحرية والمصلحة الشخصية لا تقودان إلى الفوضى بالضرورة، وإنما تؤديان إلى النظام والانسجام، وكأن «يدا خفية» ترشد خطاهما.
كما أن من شأن الحرية والمصلحة الشخصية أن تؤديا إلى استخدام الموارد بأكثر السبل الممكنة كفاءة. وعندما يقوم الأشخاص الأحرار بالمساومة مع الآخرين، بهدف تحسين ظروفهم الخاصة فحسب، فإن ما لدى الأمة من أرض ورأس مال ومهارات ومعرفة ووقت ومشروعات وحس ابتكاري؛ سيتوجه بشكل آلي وحتمي نحو تحقيق الغايات والأهداف التي يمنحها الناس القيمة الأسمى.
وهكذا ، فإن الحفاظ على نظام اجتماعي مزدهر لم يكن يتطلب الإشراف المستمر من جانب الملوك والوزراء، وإنما ينمو جوهريا كنتيجة للطبيعة البشرية، لكن إذا أردنا له أن ينمو على النحو الأفضل وأن يعمل على النحو الأكفأ، فسيتطلب ذلك توفير سوق منفتح وتنافسي يسوده التبادل الحر ويغيب عنه الإجبار، كما يحتاج ذلك إلى قواعد للحفاظ على هذا الانفتاح، كالحاجة إلى الموقد لإيقاد النار. إلا أن هذه القواعد - أي قواعد العدل والأخلاق - تتصف بأنها عامة وغير شخصية، وهي بذلك تختلف تماما عن التدخلات المحددة والشخصية التي تصدر عن السلطات المركنتيلية.
ولهذا، فإن كتاب «ثروة الأمم» لم يكن مجرد دراسة لعلم الاقتصاد بحسب مفهومه المعاصر الذي نفهمه، وإنما كان بحثا ابتكاريا في علم النفس الاجتماعي الإنساني، يتطرق إلى الحياة ورفاهيتها، والمؤسسات السياسية، والقانون، والأخلاق. (4) علم نفس الأخلاق
অজানা পৃষ্ঠা