فقهقه فهيم وقال: الحرام لغة الساذجين الجهلاء، وماذا يضر دعد أن تعيش كأميرة بالمال الذي أعطيها إياه، فتترفع به على كل من يحتقرها؟ - قلت لك: ماذا يضرها، يضرها أن تكون في نظر الجمهور ساقطة، وأنت ملزم بانتشالها من سقوطها. - كيف أستطيع أن أنتشلها؟ - بزواج. - دعها تتزوج غيري . - لو لم تكن حاملا لسهل تزويجها من غيرك.
ففكر فهيم هنيهة وقال: هل تقدر أن تجد لها عريسا، وأنا أدفع المهر الذي يريده العريس؟ - أقدر ولكني لا أكفل تلافي الفضيحة متى ولدت زوجة العريس، الذي أدبره في الشهر الرابع أو الخامس، أو إذا اكتشف زوجها أمرها على أثر الزواج. - نرشيه بالمال. - لا أقدر أن أجد عريسا يأخذ الرشوة؛ ليقبل مثل هذا العار الذي لا يستتر، فإن رضي بها ثيبا فلا يرضى بها أما لطفل يولد في الشهر الخامس.
ففكر فهيم طويلا ثم قال: هل تقدر أن تجد لها عريسا يسكت على عارها المستتر، إذا لم يعلم به أحد غيره؟ - قد أقدر إذا رشوته بالمال الجزيل. - بكم؟ - بعشرة آلاف جنيه. - أدفعها. - وستر العار؟ - ستر العار؟ - نعم فإن دعد لا بد أن تلد.
ففكر فهيم طويلا، ثم قال متلعثما وهو يبتسم: وإذا كانت لا تلد؟ - كيف ذلك؟ - القابلات اللواتي يعبدن المال كثيرات. - فهمت، ولكن لا تثق بالقابلات؛ لئلا تكون الضلالة الأخيرة شرا من الأولى. - رأيك؟ - رأيي أن تتفق مع طبيب.
ففكر فهيم هنيهة ثم قال: هل تعرف طبيبا؟ - أعرف الدكتور صديق هيزلي. - هل يفعل؟ - يحب الفلوس حبا شديدا. - حسن، هل تباحثه في الأمر؟ - لا، لا تدخل ثالثا في الأمر، لا تستوسط أحدا، خاطبه رأسا وهو يدبر الأمر. - فكرة حسنة، إذن أتكل عليك في تدبير عريس لدعد. - أضمن لك ذلك إذا كنت ترضي الدكتور صديق هيزلي لكي يدبر الأمر.
فصافحه فهيم قائلا: نحن صديقان يا جورجي ولا أستغني عن آرائك الصائبة، ولكن لا تنس هيفاء. - خذها من يدي.
ثم خرج جورجي وهو يضحك في نفسه ويقول: الدور ناجح إن شاء الله.
سلسلة الفخ
في مساء اليوم التالي كان جورجي عند فهيم بك، فقال له فهيم: ما وراءك يا جورجي؟ خير إن شاء الله ...
فقال جورجي مبتسما: كل خير إن شاء الله، أود أن أعلم ماذا فعلت بالمسألة التي اتفقنا عليها؟ - أظنها ناجحة. - فاوضت الدكتور هيزلي بالأمر؟ - فاوضته فتمنع في أول الأمر، ولما أحس بالأصفر الرنان لم يعد يتردد. - هل علم من هي المرأة؟ - لم يعلم بعد. - لا تقل له من هي، بل دعه يدربك على تنفيذ العلاج، وأنت جرعها الدواء بنفسك. - لماذا هذا الرأي الأخرق؟ - بل هو الرأي الصائب، لا أود أن يعرف الدكتور عنها شيئا؛ لأني أقنعت ابن عمه سليم الهيزلي ليكون عريسا لها وهو طائر فرحا. - إنك لداهية يا جورجي، وتريد أن سليما هذا لا يعرف شيئا عن تاريخ الفتاة؟ - نعم، وهو إلى الآن لا يعرف شيئا. - وهبه عرف بعدئذ. - لا بأس في أن يعرف بعدئذ؛ لأنه متى استولى على عشرة آلاف جنيه يغض نظره ما دام الأمر مكتوما.
অজানা পৃষ্ঠা