عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات
عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات
জনগুলি
قلت: وأيًا كانت بداية الوضع فى الحديث " زمن النبوة المباركة " أو " زمن الفتنة " فلا يمكن أن يكون الوضع فى الحديث وقع من صحابة رسول الله ﷺ العدول الثقات المعروفين بالخيرية، والتقى، والبر والصلاح، والذين يدور عليهم نقل الحديث.
وعلى فرض صحة الروايات التى تشير إلى أن بداية الوضع زمن النبوة المباركة. فليس فيها ما يشكك فى صدق الصحابة، ولا ما يطعن فى عدالتهم، إذ كان معهم منافقون، وهم الذين كانت تصدر منهم أعمال النفاق، فلا يبعد أن يكون الرجل الوارد فى تلك الروايات واحد من المنافقين؛ وبذلك قال الدكتور صلاح الدين الأدلبى (١)، والدكتور فاروق حمادة (٢)
_________
(١) منهج نقد المتن عند علماء الحديث ص ٤١.
(٢) المنهج الإسلامى فى الجرح والتعديل ص ٢٧٣، وسبقهم إلى ذلك الإمام ابن حزم فى كتابة الإحكام فى مباحث المرسل فصل (ليس كل من أدرك النبى ﷺ ورآه صحابيًا ٢/٢١٨. فبعد أن روى الحديث السابق من رواية بريدة ﵁ وفى إسناده أيضًا "صالح بن حيان القرشى"، قال ابن حزم: فهذا من كان فى عصره ﷺ يكذب عليه كما ترى فلا يقبل إلا من سمى وعرف فضله، وقبل ذكره للحديث قال: "وقد كان فى المدينة فى عصره ﵇ منافقون بنص القرآن، وكان بها أيضًا من لا ترضى حاله "كهيت" المخنث الذى أمر ﵇ بنفيه، والحكم ابن أبى العاص الطريد وغيرهما، فليس هؤلاء ممن يقع عليهم اسم الصحابة أ. هـ. وهذا الذى قاله الإمام ابن حزم قبل روايته لحديث بريدة يؤكد حمله تلك الرواية على رجل من المنافقين، لا على أحد من الصحابة العدول الثقات. ومن العجب أن محمود أبو رية استشهد برواية ابن حزم ولم ينقل كلامه السابق. بنظر: أضواء على السنة ص ٦٥، وتابعه على ذلك من الشيعة زكريا عباس داود فى كتابه تأملات فى الحديث ص ١٢٣، كما لم يلتفت الأستاذ أبو غدة –﵀ إلى أن ابن حزم حمل رواية بريدة على رجل من المنافقين، فغلط الأستاذ أبو غدة الإمام ابن حزم ظنًا منه أنه اعتد بصحة الحديث عندما ذكره فى موضعين من كتابه. ينظر: لمحات من تاريخ وعلوم الحديث للأستاذ أبو غدة ص ٥٨ هامش.
1 / 60