আরবি ভাষার সাহিত্য
أدبيات اللغة العربية
জনগুলি
وبعد ذلك أخذت هذه الحياة الأدبية في الضعف تبعا لضعف الخلافة العباسية العربية، وكثر التكلف في الكتابة والنظم، ومال كثير من الكتاب إلى السجع، وكاد بعضهم يهمل جانب المعنى لاهيا عنه بالألفاظ وتنميقها والجناس ونحوه من المحسنات اللفظية، حتى صنفت كتب بالكلام المسجوع ك «تاريخ العتبي» و«الفتح القدسي»، لكن عبارة التأليف فيهما وفي كثير من الكتب لا تزال راقية عالية الأسلوب، وكذا بعض الرسائل والمحررات، حتى دخلت اللغة في دور الانحطاط بسقوط الدولة العباسية شيئا فشيئا إلى عصرنا هذا، حيث أخذت تستعيد بقدر الإمكان ما كان لها من حسن الأسلوب ومتانة التركيب، مع البعد عن تكلف السجع والجناس، والقصد إلى المعنى.
والفضل في ذلك يرجع للنهضة العامة في مصر والشام، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في الفصل السابق.
النظم
قد فسحت الحضارة وسعة العمران لشعراء الدولة العباسية مجالا لم ينفسح للشعراء قبلهم؛ فذهبوا فيه المذاهب، وتفننوا، وأبدعوا، وتصرفوا في المعاني، وأجادوا السبك، وأحكموا الصنعة، وفاقوا في الرقة والسهولة والتفنن في القول من تقدمهم من شعراء الدولة الأموية. ولا عجب في ذلك، فقد وصفوا ما شاهدوه مما امتلأت به أيدي الفاتحين من خيرات الأقاليم، وما وقع تحت حسهم من آثار الأمم التي تغلبوا عليها، واللغة في عنفوان شبابها والخلفاء من أكبر أنصارها (والناس على دين ملوكهم). وإنك لترى العجب في كلام شعراء العباسيين إلى نهاية القرن الثالث، فقد بلغوا الغاية في كل ما تكلموا فيه.
واستمر الشعر في قوته بعد القرن الثالث، غير أن الشعراء المجيدين أخذ عددهم يقل شيئا فشيئا حتى انتهوا بالطغرائي المتوفى سنة 513، وجاء بعد هؤلاء قوم اشتهروا ولكنهم لم يبلغوا شأو من تقدمهم، وكان آخرهم صفي الدين الحلي المتوفى سنة 740، وبعد ذلك أصبح النظم كالنثر في حكمه ضعفا وقوة حتى عصرنا هذا.
وشعراء الدولة العباسية يسمون ب «المولدين»، وقد امتاز شعرهم بالرقة والسهولة وعذوبة اللفظ والتوسع في التشبيه والمجاز والكناية والتوغل في الخيال مع القرب من الحقيقة أحيانا، وقد أكثر المتأخرون منهم من المحسنات البديعية، حتى صار لكلامهم مسحة ظاهرة من الحسن من دونها معنى تافه أو غلو غير مقبول.
وقد كان لكل شاعر طريقة امتاز بها في شعره، وقد جمع بعضهم بين النثر والنظم واتفق له في كل منهما كلام جيد كالبديع والخوارزمي والميكالي والشريف الرضي. ولقد كان للشعر مكانة في النفوس وسلطان عليها إلى صدر الدولة العباسية، ثم فقد تأثيره بعد ذلك؛ لكثرة المتبذلين من الشعراء في المدح والهجو، ولغلوهم في ذلك وكذبهم، ولانحطاطهم من أعين العظماء خصوصا غير العرب، الذين لا يقع من نفوسهم الشعر الجيد موقعه من نفس العربي.
وقد زاد المولدون أوزانا للنظم كالموشح والسلسلة والدوبيت، وتفننوا في النظم فخمسوا وشطروا وتصرفوا فيه تصرفا كثيرا.
وفحول شعراء المولدين والمجيدون من كتابهم كثيرون؛ فمن الفريق الأول بعد بشار بن برد: مسلم بن الوليد، وأبو نواس، وأبو العتاهية، وأبو تمام، والبحتري، وابن المعتز، وابن الرومي، والمتنبي، والشريف الرضي، وأبو العلاء المعري، وأبو فراس، والحسن بن هانئ الأندلسي، وابن خفاجة، والطغرائي.
ومن الفريق الثاني بعد عبد الحميد بن يحيى: إبراهيم الصولي، والحسن بن وهب، والجاحظ، وابن العميد، والصابئ، وابن عباد، والخوارزمي، والبديع، والحريري، والقاضي الفاضل، وعبد اللطيف البغدادي. (9) الخط العربي
অজানা পৃষ্ঠা