وأما الطريق الرابع فهو قديم ويتصل بدور العقائد أو الأفكار في الرواية، ولكنه اكتسب أهمية جديدة نتيجة لجهود «تيري إيجلتون» في نظرية الأدب بصفة عامة، وكتابات «ليونارد دافيز» في الثمانينيات، وأهمها الكتاب الذي صدر هذا العام 1987م بعنوان «مقاومة الروايات: الأيديولوجيا في الرواية». وبإيجاز يقول «دافيز» في الكتاب الأخير إن روايات التراث غير صالحة؛ لأنها لا تدفع إلى التغيير؛ فهي تنقد الحياة وتحللها، ولكنها تبقي على الأيديولوجية السائدة دون مناقشة. والرد على هذه المقولة يسير؛ إذ ينبغي أن يتساءل المرء عما إذا كان الكاتب يكتب الرواية بهدف التغيير أم لا؟ ونحن لا نستطيع أن نفرض على كل مؤلف أن يكتب ما نريد أو ما يريد الناقد! ويستعين أنصار «دافيز» بنقاد المدرسة التفكيكية التي تفصل بين الرواية والحياة، ويعتمدون في حججهم على آراء «باختين» التي أتى بها من أربعين سنة أو أكثر.
إن نظريات الرواية قد تشعبت فاختلطت وتضاربت، ولكن الروايات المكتوبة حديثا تتطلب إعادة النظر في التراث الروائي العالمي، ونحن ندرك أن الاختلاف وليد الإنتاج الجديد الذي يفرض علينا إعادة النظر والتقييم.
تحرير المرأة .. منهج نقدي
عندما يذكر تحرير المرأة ينصرف الذهن إلى القضايا الاجتماعية المتصلة بعمل المرأة وأوضاعها في العمل والمنزل، ومساواتها بالرجل في شئون الحياة العامة وما إلى هذا السبيل. ولكنني فوجئت في مؤتمر كيمبريدج للأدب العالمي - والذي عقد في يوليو من هذا العام - بأن ثم اتجاها لجعله منهجا في النقد الأدبي! ولم أفهم ولم يفهم غيري من أدباء العالم المجتمعين في قاعة المناظرة كيف يصبح الدفاع عن حقوق المرأة - أيا كانت درجة تعصبنا لهذه الحقوق - منهجا نقديا! وهذه هي القصة باختصار.
السيدة «جاياتري سبيفاك» أستاذة جامعية من الهند، حليقة شعر الرأس لا تضع المساحيق أو الألوان، وصوتها عميق وخشن. وهي تحاضر في موضوع تخصصت فيه هو نصرة المرأة
FEMINISM
في عدة جامعات في أمريكا وأوروبا والهند، وتدعو بإيمان يقترب من الإيمان الديني إلى إلغاء الفوارق تماما بين الرجل والمرأة.
إن «جاياتري سبيفاك» التي ذاع صيتها عندما ترجمت كتابا «لجاك دريدا» عن الفرنسية، تقول إننا ما زلنا أسرى اللغة في معالجتنا للمرأة، فتحرير المرأة قد انتكس بسبب اللغة؛ إذ أطلق الرجال أولا على حركة التحرير
EMANCIPATION
وظلت تلك الحركة منذ أن دعت إليها السيدة «ماري وولستونكرافت» زوجة «وليام جودوين» المفكر السياسي الشهير في أواخر القرن الثامن عشر أسيرة هذه اللفظة التي توحي بالخروج من السجن حتى أطلقت النساء عليها لفظة
অজানা পৃষ্ঠা