Visible Darkness ، أي «مبصرة» بفتح الصاد، وهي صفة منحوتة في خشونة، وكان أولى به أن يقول «بادية أو واضحة للأبصار» فجهنم عند ميلتون: «نار بلا نور، ظلمات بادية للأبصار.»
هذه مجرد ملاحظات عابرة على الصفحتين الأوليين من ترجمة الدكتور محمد عناني للفردوس المفقود. ولا أظنها ملاحظات ذات بال؛ لأنها لا تمس جوهر الترجمة من ناحية، ولأنها لا تطمس روعة هذا الجهد الكبير وبلاغته التي تتفجر من أكثر صفحاته في قوة وبساطة، ودون حذلقة. أصغ مثلا إلى قوله وهو يخاطب الروح القدس: «أنت أيها الروح، يا من تنزل من طهر فؤاده واستقام أمره منزلة تسمو على كل معبد، علمني مما علمت رشدا؛ فلقد كنت قائما منذ بداية الوجود، باسطا جناحيك الجبارين فوق الهوة الشاسعة، ثم رقدت فوقها مثل الحمامة حتى دبت الحياة في أحشائها!
بدد ظلمات نفسي، اشدد أزري، وارفع القواعد من بيتي!
لعلي وقد سموت إلى مقام هذا المقال
أن أبين العناية الإلهية السرمدية أيما بيان
شارحا حكمة ما يفعله الله بالإنسان.»
أو استمع إلى وصفه للسجن الذي غلل فيه الشيطان وفيلقه من الملائكة الثائرين: «... تنور متأجج الأوار،
تصاعد منه النار ويحيط بهم سرادقها، نار بلا نور،
بل ظلمات بادية للأبصار لا تفصح إلا عن مشاهد كرب،
وأصقاع أسى، وظلال وهم، وساحات لا يمكن أن يحل بها السلام والدعة، بل لقد امتنع فيها الأمل، وهو ما لا يمتنع على أحد!
অজানা পৃষ্ঠা