কিতাব আদাব আল-তাবিব
كتاب أدب الطبيب
জনগুলি
فهذا من كلام جالينوس، وأمثاله، مما يدل على أن أهل هذه الصناعة خاصة ينبغى أن يكونوا فى الغاية القصوى من هذه الأوصاف المحمودة، ولا يرغبون فى الدنيا، ولا يتكلون على سعادة الجد فقط، بل يأخذون نفوسهم باقتناء الفضائل علما وعملا، كسيرة قدمائهم، ليكونوا عند الملوك، وسائر الناس، بالصورة التى يستحقونها، الجليلة، الرفيعة. وكيف لا تكون منزلتهم عندهم كذلك، وقد ملك الملك الطبيب نفسه، وجسمه، واطمأن إليه، فى روحه، ومهجته، ووثقه على حرمه، وأولاده، ولا شئ أعز من ذلك عند الملك. ولذلك يجب على الملك، وعلى جميع من لاذ به، أن يعرفوا حق الطبيب، وقدر صنعته، فيجلونه ويكرمونه ويأنسون به، ولا يدخلون على قلبه رعبا، ولا يستقبلونه بما لا يجب ولا يقبلون فيه قول واش، ولا حاسد، ولا يتهمونه، بل يفعل معه كما فعل الإسكندر، لما وجهت إليه أمه تحذره من طبيبه، لئلا يسمه. فدعا بالطبيب عند ورود الكتاب عليه بذلك، فقال له: جئنى بشربة، لأشربها! فلما أحضر له الطبيب الدواء، تناول الإسكندر الشربة من طبيبه بيمينه، وناوله الكتاب بيساره، وقال له: هذه منزلتك عندى، وهذه ثقتى بك! فازداد ذلك الطبيب من صرف همته، وشغله ليله ونهاره، بما يصلح شأنه، من حفظ صحته، وعلاجه.
وكذلك يجب على الطبيب أن تكون همته، ليله ونهاره، الدرس، والاهتمام بعلم صناعته، ليوجد عنده ما يفرغ إليه فيه، وبذلك ينال الرتب عند الله، وعند الملوك، حتى يشركهم فى رتبهم، وأموالهم، كما حكى جالينوس عن ماليقوس الطبيب، أنه عالج بنات أوفروطس اللواتى وسوسن، بشرب خربق، وغيره، وبرأن، أنه صار ختنا للملك، وشريكا فى الملك.
وكذلك نال قوراليس الطبيب، لما حملت الريح السفينة فى البحر، وصار إلى بلد فاريقى، وعالج ابنة الملك لذلك البلد، زوجه الملك بابنته، وورثه ملكه بعده.
পৃষ্ঠা ১২৬