لَا غَيره وانما هِيَ بلوى يختبر بهَا عَبده شكر ام كفر وكل سوء صرف عَن العَبْد فَالله تَعَالَى صرفه ليشكره عَبده اَوْ يكفره فَهَذَا من الشُّكْر
فَإِذا عرف العَبْد هَذَا انه من الله وعده من نعمه عَلَيْهِ وَلم يدْخل فِيهِ احدا نَفسه لَا غَيرهَا فقد شكره فالشكر متفاوت وَالنَّاس فِيهِ متباينون متصاعدون وَهَذَا ادناه واما اعلاه فَلَا يبلغهُ اُحْدُ وَلَيْسَ لَهُ حد
وَمِنْه ايضا وَهُوَ يشبه مَا وَصفنَا الا انه اصل الشُّكْر ان يعرف العَبْد ان مَا بِهِ من نعْمَة فَمن الله بِقَلْبِه علم يَقِين لَا تخالطه الشكوك فَإِذا عرف بِقَلْبِه ذَلِك ذكره بِلِسَانِهِ فحمده عَلَيْهِ ثمَّ لم يستعن بِشَيْء من نعم الْمُنعم على شَيْء مِمَّا يكره الْمُنعم
واعلا من ذَلِك من الشُّكْر ان تعد كل بلَاء نزل بك نعْمَة لَان لله من الْبلَاء مَا انزله بغيرك اشد واعظم من الَّذِي انزله بك
وَالنَّاس يَحْتَاجُونَ عِنْد ذَلِك الى الصَّبْر وَهُوَ قَائِم بالشكر
الرَّجَاء
واما الرَّجَاء فَهُوَ ان ترجو قبُول الاعمال وجزيل الثَّوَاب عَلَيْهَا
1 / 67