من إعطاء ما فيها من القوة، وفي الموضع الذي أراد منها الوقوف حرنت، فركبت هواها، فجاءت بالقوة التي امتنعت منها هناك في السير، فإن قهرها باللجام، فأمسكت عن الركض، لم تمسك من أجل مولاها، ولكنها أمسكت من كبح اللجام، والألم الذي خلص إلى كبوحيتها، فأشفقت على فيها وأسنانها ولسانها وحنكها، فتركت حينئذ هواها، فجعلت تدور ولا تستقر، لأنها لم تسخ نفسها الدنيئة بطاعة راكبها، ومع ذلك تبول وتروث في مكانها، وتبرك مكانها، فإن استقبلها جلبة نفرت، وتركت سيرها، فرجعت قهقرى، فربما كانت من خلفها بئر أو جرف تتردى فيها، وتنكسر وتقتل
نفسها، فهذه دابة خسيسة، فيها أخلاق السوء، لا تصلح للملك. وإنما تصلح للحمولة، فتراها الشهر والدهر موكفة تحت حمولة، فمرة مهزولة،
1 / 40