============================================================
الثىء العجيب حقا أن هذا الخليفة المرتعد من المطيع المختفى يعقد مثل هذا المجلس من مجموعة لا تقدر عواقب الأمور مثل الذى دعاهم إليه: ثم لا يتذاكرون فى حالة التردى للدولة ، وإنما يتذاكرون فاخر الأطعمة وما قيل فيها، ثم يأمر ذلك الخليفة المأفون بإحضار كل صنف مما يذكر على ما يذكز ا1!، ثم فى النهاية مجيز جميع من حضر من ندمائه ومغنيه مهيه انى أعتقد أن مثل هذا الخليفة قد أحسن فيه المسيطرون عليه حينما سماوا عينيه وتركوه عبرة للحياة والأحياء، لأنهم إن قتلوه فقد أراحوه من عذابات كثيرة، ولكنهم أحسنو صنعا والحياة عبر، وكل حاكم يستبد بشعبه وبأمواله وينفقها فى ملذاته ومؤامراته يسلط الله عليه من داخل بلده أو من خارجه من يسمل عينيه ، أو من يسمل كرامته ويتركه أمثولة وأضحوكة ى تلفظه الأيام، أو تقذفه فى باطن الرى، فيختلط دمه بفضلات من بقى من شعبه، ثم لا يجد التاريخ المنصف بدا من أن يبصق عليه، فالحجاج مثلا لم يغفر له التاريخ إذلاله للشخصية الغردية المسلمة على الرغم من جهوده فى تجييش الجيوش واتساع الفتوحات على يده.
ان المسلمين قد ضاعت هيبتهم منذ تركوا الشورى الحقيقية الى تأخذ بيد الحاكم إلى الهوض ببلده وشعبه، وتأخذ على يده إن هوجنف عن الحق، ومال إلى الباطل والأهواء الشيطانية، إن الشورى الحقيقية هى التى تجعل الشعب كله يدا واحدة فى مواجية الأحداث الداخلية والخارجية، لأنها تحافظ على حرية كل فرد، وتحافظ على حقوقنم، وتجعل أموال الدولة تصرف فى سبيل الدولة، وليست تكون ملكا للحاكم يتصرف فيها بسفه وجنوذ، فقد رأينا حكاما كثيرين يعطون الشاعر آلاف الدنانير على قصيدة مدح فى حين تكون الثغور فى حاجة إلى الحماية، أو يكون الأفراد فى حاجة إلى الخدمات الكثيرة التى تجعلهم يشعرون بأنهم أهل لاستيطان البلد والدفاع عنه ، ولا يشعر الناس أبدا بالسلبية فى كل شىء حتى فى الدفاع عن بلدهم
পৃষ্ঠা ৩১