============================================================
فهل ينتظر ممن هذه حاله أن يقود أمة إلى الرقى، أو أن ينقذها من البوار ؟ وإن الشىء الذى يصيب الإنسان بالدهشة أن الواحد من هؤلاء كان ينادى بأمير المؤمنين ، ويلقب الألقاب العجيبة فمن المتقى لله، ومن المستعين بالله ، ومن المطيع لله ، ومن المستكفى بالله ، وأشياء من هذا القبيل .
ولن تكون الرواية التالية أقل شأنا من سابقتها ، وإنما لها شأن آخر ودلالة أخرى على مقدار التفسخ والعفن الذى أصاب الدولة، ومقدار السفه الذى أصاب هؤلاء الخلفاء فى إنفاق الأموال على غير مستحقيها، وانما نثرها على المنافقين والمنادمين النين يزينون لهم طرق الشيطان وطرق ضياع الدولة وأهلها.
يروى المسعودى أيضا (1) أنه لما دخل أحمد بن بويه بغداد، بعد موت توزون التركى، لجأ إليه المستكفى فى الجانب الغربى، وكان المطيع مختفيا فى بغداد، والمستكفى يطلبه أشد الطلب، وقد أنزل المستكفى فى بيعة النصارى المعروفة يدرنا من الجانب الغربى ، وكان المستكنى خائفا أشد الخوف أن يلى المطيع الخلافة فيحكم فيه بما يرى، وكان لا يخفى خوفه هذا عن ندمائه، وكانوا يهونون عليه الأمر ، ولما زاد به الخوف والضيق أراد أن يرفه عن نفسه فقال لأصحابه: قد اشتهيت أن نجتمع فى يوم كذا فنتذاكر آنواع الأطعمة، وما قال الناس فيها من شعر، فلما اجتمعوا فى الموعد المحدد قال أحد الجلوس : قد حضرنى يا أمير المؤمنين أبيات لابن المعتز يصف سلة فيها سكارج كوامخ، وألى عليهم قصيدة طويلة فى هذا الموضوع منها : أمتع بسلة قضبان أتتلك وقد حفت جوانها الجامات أسطار فيها سكارج آنواع مصففة حمرو صفر وما فيهن انكار فيهن كامخ طرخون مبوهرة وكامخ أحمر فيها وكبار أعطته شمس الضحى لونا فجاء به كأنه من ضياء الشمس عطار (1) مروج الذهب 4 /361
পৃষ্ঠা ২৬