============================================================
يعرف بابن العفاش، تنصر ولحق بالقسطنطينية ، ولم يزل يترقى فى الأطوار إلى أن نال من الملك بما ناله " هل كان من الممكن للأدباء والشعراء أن يثبتوا أن الحكم فى عند سيف الدولة كان يقوم على الفللم والمصادرة؟ إنهم لا يستطيعون ذلك لآن كل نعيمهم يأتى من هذا الظللم ، ويكفى فى هذا المجال أن أذكر هذا الخبر بنصه، ثم لن أذكر أى تعليق عليه ؛ لأنه ناطق بكل شىء كان يحدث فى الدولة يقول ابن الأثير (1) : " فى هذه السنة (يقصد سنة اثنتين وخمسين وثلاثماثة) فى شوال دخل أهل طرسوس بلاد الروم غازين ، ودخلها أيضا نجا غلام سيف الدولة بن حمدان من درب آخر، ولم يكن سيف الدولة معنم لمرضه، فإنه كان قد لحقه قبل ذلك بسنتين فالج، فأقام على رأس درب من تلث الدروب فأوغل أهل طرسوس فى غزوتهم حتى وصاوا إلى قونية وعادوا فرجع سيف الدولة إلى حلب ، فلحقه فى الطريق غشية أرجف عليه الناس بالموت، فوثب هبة لله ابن أخيه ناصر الدولة بن حمدان بابن دنجا النصرانى فقتله، وكان خصيصا بسيف الدولة، وإنما قتله لأنه كان يتعرض لغلام له غفار لذلك .، ثم أفاق سيف الدولة، فلما علم هبة الله أن عمه لم مت هرب إلى حران، فلما دخلها أظهر لأهلها أن عمه مات، وطلب منهم المين على أن يكونوا سلما لمن سالمه وحربا لمن حاربه، فحلفوا له، واستثنوا عمه فى المين، فأرسل سيف الدولة غلامه تجا إلى حران فى طلب هبة الله، فلما قاربها هرب هبة الله إلى أبيه بالموصل، فتزل نجا على حران في السابع والعشرين من شوال فخرج أهلا إليه من الغد فقبض عليهم، وصادرهم على ألف ألف درهم، ووكل بهم حى أدوها فى خمسة أيام بعد الضرب الوجيع حضرة عيالاتهم وأهليهم فأخرجوا أمتعتيم فباشوا كل ما يساوى دينار آبدرهم لأن أهل البلد كلهم كانوا يبيعون ايس فيهم من يشترى لأنهم مصادرون ، فاشترى ذلك أصحاب نجا بما أرادوا، وافتقر أهل البلاد، وسار نجا إلى مياقارفين وترك حران شاغرة بغير وال، فتسلط العيارون على أهلها" .
(1) الكامل 542/8 والقصة رويت فى تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع )51 بآسلوب آخر.
পৃষ্ঠা ২৩