============================================================
ومن الطبيعى أنه إذا انهار النظام السياسى والأمنى فى أى دولة من الدول فإنه لابد أن ينهار النظام الاقتصادى والنظام الاجماعى : وكانت الحرب المستعرة بين المغامرين وبعضهم، وبين بعضهم والدولة الرومانية، تستدعى أموالا طائلة ، وكانت الأموال عادة لا تؤخذ من خزيتة الدولة ، وإنما كان يؤخد البعض من الخزينة ، والأعم الأغلب من الشعب ، اما عن طريق الضرائب الباهظة، وإما عن طريق المصادرات،، وقد أشارت كتب التاريخ إلى ذلك إشارات عابرة (1)، أما الأدباء فإنهم لم يذكروا شيئا من الظلم الذى وقع فى هذه الدويلات، وإنما نجد منهم التمجيد لكل ما هو كائن ، وذلك لأنهم المنتفعون من كل مما يؤخذ ظلما من الناس، فقد كان الأدباء هم وسيلة الإعلام فى تلك الفترة الى تظهر الباطل فى ثوب الحق ويلبسون على الناس أمور حياتهمة ولم يكن أمر سيف الدولة بأهون من غيره فى ذلك، فقد بلغ من ظلمه أنه أوقع الكثير من الظلم المتوالى على بنى حبيب النازلين بنصييين، وكانوا
آبناء عمومته، حتى اضطروا إلى آن بخرجوا بذراريهم ومواشيهم وتقلهم فى أثى عشر ألف فارس بسلاح شاك من دروع وجوشن وسيف إلى بلاد الروم : فتنصروا جميعا، ثم كانوا بعد ذلك حربا شعواء على المسلمين لعلمهم بالمسالك وخبرتهم بالدروب، وأغاروا على البلاد الإسلامية عدة مرات حخى وصلوا إلى نصيبين نفسها. (2) ولا أدل على هذا من أن أحد الذين لقبوا بلقب الدمستق فى بلاد الروم وكان حربا على الإسلام والمسلمين هو الدمستق بن الشمشقيق وهو الذى يقول فيه ابن لدون (3) : " وهذا كان أبوه مسلما من أهل طرسوس (2) اقرا المصادر التاريخية التى سبق ذكرها (2) فنون الشعر فى حتبع الحمدانيين (3) تاديخ ابن خلدون المجلد الرابع 525.
পৃষ্ঠা ২২