============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف فلذلك صارت الصوفية محيرا للعامة وأكثر أهل النظر من الخليقة، ومن شرائط القوم ترك عادات سائر الناس في الأكل والشرب وسائر الحركات ، إلا فيما يجمعهم من الفرائض في 3 الأوقات، فحكم الصوفي آن يكون وقته راعيا لسره، في كل يرعى سره من التعلق بغير الله عز وجل، ويكون هو مستعبدا طالبا في جميع أوقاته معذبا في فتراته وغفلاته إذا كان صادقا ، ويكون له في كل نفس مطالبة ولكل لحظة زجرا وفي كل خطرة علما وفي 6 كل إشارة معرفة لزيادة المعرفة.
وطريق الاخلاص الخالص من وجهين : فطالب به ومطلوب، أما الطالب فالمجتهد في إخلاص سره بالاسقاط والرياضة والجهد، وأما المطلوب قالمسقوط شاء آم أبى، وهو 9 مأمور مزجور من السر، فإن أجاب الحق أخلص وإن عقل أشرك.
وهذا حقيقة الصوفية في الإخلاص والاسقاط ، وقد حكي عن الدينوري رحمة الله عليه، قال: نمت عن وردي في بعض الأوقات لغلية الجوع والضعف، فسمعت هاتفا 12 يقول : ليس الطريق ما تحسب : يعني الأوراد الظاهرة، إنما الطريق لم ولمن، وإنما عنى يذلك مطالبة الحق للأسرار وتحقيق إخلاص المعاني من رؤية الأغيار، وذلك طريق الصوفية في الإشارة والقصد.
(21) باب سياحة الصوفية وأما سياحة الصوفية فالخروج من بلد إلى بلد ، وذلك أحوال كثير منهم لأنهم سمعوا 18 الله عز وجل يقول: أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها}، وسمعوه عز وجل يقول : قل سيروا في الأرض فأنظروا}، فسير الصوفية في الشرق والغرب لاستحكام الغربة وإظهار ما تحققوا به في الغربة (93) من ترك الأوطان والأخدان، 17) فالخروج: والخروج ص [ منهم: منها ص: 18) القرآن الكريم 46/22 .
19) القرآن الكريم 69/27 .
পৃষ্ঠা ৫৮