============================================================
كتاب أدب المنوك في بيان حقائق التصوف غلب عليه الرجاء ورؤية النعمة، وكل واحد منهم ينطق عن حاله وغلبة وقته، ثم منهم راض ومنهم صابر ومنهم قانع ومنهم شاكر ومنهم متوكل ومنهم ذاكر من مواريث 3 الأصول السابقة إلى القلب، ومواجيد غليات الأحوال في السر تتحقق بشواهد العلوم الدالة على أحوال القلوب الشاهدة بتحقيقها.
ثم لكل حق حقيقة ولكل حال حقيقة، فحقيقة الراضي ترك الاختيار والوقوف مع اختيار الله بلا جزع، وحقيقة الصابر خرس اللسان عن الشكاية واحتمال (58) الشدائد بالرعاية، وحقيقة القانع طيبة القلب بمر القضاء والرضى بما قسم الله عز وجل، وحقيقة الشاكر استعمال الشدائد والعزائم من العلم وطيبة القلب وتحريك اللسان بحمد الله 9 من وجد القلب، وحقيقة المتوكل أن لا يملكه شيء ولا يملك شيئا.
فهذا ما يكون فيه مناقرة الصوفية في اختلاف الوجود والعلوم والرسوم وطلب الحقائق والفناء عن الأحوال، وقد قال زويم رضي الله عنه وأرضاه: ما زالت هذه الطائفة بخير 12 ما تناقروا، فإذا تركوا المناقرة تركوا المذاكرة، فالصوفية مناقرتهم جريان العلم وطلب الحقائق بعضهم من بعض، ثم غيرة الحق تلحقهم لئلا يركن بعضهم إلى بعض، وقد حكي عن الجنئد أنه كتب إلى أبي سعيد الخراز أن الفقراء بورك يتناقرون ويقع البعض 15 في البعض، فكتب إليه أبو سعيد: وأما مناقرة الفقراء بعضهم على بعض لأجل الدين فلا بأس..
فهذه أحوال مناقرة الصوفية، وأحوالهم على ذلك تجري لأنهم في حفظ الحق، والله 1 وليهم، جعلنا الله منهم برحمته.
4) الشاهدة: الشاهد ص) الراضي: الرضا ص14) بورك: كذا.
اده ى
পৃষ্ঠা ৫৪