============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف الألفة سابقة في حقيقة الأرواح ، داخلة تحت تقديم المعارف، وقد قال : الأرواح جنود بمحندة، فما تعارف منها ائتلف وماتناكر منها اختلف، فمعرفة الأرواح قديمة وإظهار ائتلافها حين قال الله عز وجل: ألست بربكم}، فيروى في الخبر أن الله عز وجل لما أخرج الذرية من ظهر آدم عليه السلام على مثال الذر فقال لهم : ألست بريكم، فأحبت الذرية واضطريت من حلاوة نغمة النداء، فكل روح سبق له من الله عز وجل الألفة بينه ويين غيره، قربهم في وقت الحركات فألفوا، فكذلك تتعارف الأرواح وتتشام (53) كما يتشام الخيل ليعرف بالشمة حقيقة الألفة بالمعرفة القديمة وعزيز مراد الحق في الأزلية، والتعارف من سبق مراد المعرف في الائتلاف، فالأرواح بنور الألفة تتعارف وبحقيقة مراد الحق في الائتلاف تعرف.
والألفة من حقائق المؤمنين، وقال في وصف المؤمنين : إنهم يألفون ويؤلفون ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وهي مخصوصة قدر الله تعالى ذلك عز وجل بحكمته وعزيز نعيته ، فقال غز من قائل: واذكروا نغمة الله عليكم إذ كشم أغد اء فألف بين قلوبكم فأضبختم ينعمته إخوانا}، فالنعمة الألفة التي جمعت بين قلوب المؤمنين.
والأخوة تبع الألفة، وهي نخصوصة ومعمومة ، فأما الأخوة المعمومة ، فما قال الله عز وجل: إنما المؤمنون إخوة، فهذه أخوة الإيمان، فعمتهم في ذلك . وأما المخصوصة فهي المكتسبة في الظاهر وإن كانت إظهارا لما هو غير مكتسب، وهو ما فعل النبي لة حين آخى بين المهاجرين والأنصار، وكانت تجمعهم عمومية آخوة الإيمان ، فدعاهم إلى الخصوصية فيها، وذلك مما عرف من حكم الائتلاف بينهم وما كان خفيا عنهم، فروى أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : لما قدم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه المدينة آخى رسول الله للة بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، قال : وكان 5) فأحبت: فأحب ض 15) فهذه: فهذاض [فعمهم: فعمهم ص 16) كانت : كان ض مكتسب: مكتسبة ض 17) وكانت: وكان ص 18) خفيا: خفي ض.
1)=2) قارن حلية الأولياء 84/2، - 7؛ .6d6, 66 231 4-ا 3) القرآن الكريم 172/7 .
1) العجم المفهرس 26/1.
1)- 13) القرآن الكريم 104/3.
15) القرآن الكريم 10/49.
1)215) طبقات ابن معد 88/1/3، 18 -26.
......
পৃষ্ঠা ৪৯