============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقاثق التصوف يختبر بذلك فيصبر بعد اختباره، ومنهم من اختارها وصبر عليها باختيار الحق ومراده، ومهم من طلب البلاء: إن وجده فرح به وصبر عليه، وإن لم يجده حزن فوته، ومنهم 3 من إذا فقد البلاء استغات إلى الله عز وجل فسأله، ومنهم من استقبل البلاء بالدعاء وذلك حاله.
والبلاء يستخرج الحقيقة من أهل الدعاوى، فمن شهد البلاء بالبلاء عجز وخرم، 6 ومن شهد البلاء بفقد البلاء تعدى وظلم، ومن شهد البلاء بتسليم البلاء نجا وسلم.
وقال أبو بكر الدينوري : لا تشهد البلاء بالبلاء فيحجبك، ولكن اشهد البلاء بتسليم البلاء فيحملك، وقال بعضهم : لا ترد البلاء بالفرار منه فتهلك ، ولكن اقبل البلاء من المبلي واستعن وسطه لتدرك.
وأهل التصوف حركاتهم مقرونة بالدعاوى ودعاويهم مقرونة بالبلوى، لأن حركات الصوفية كلها دالة على الحق ومشيرة إليه بالصدق والكذب، فأهل الصدق تنطق عليهم 12 الدعاوى، فاذا اختبروا بالبلوى صبروا ولم يعجزوا، فالصبر يشهد بصدق دعاوبهم، واهل الكذب ينطقون بالدعاوى بلا بينة ولا حقيقة وليس (48) لهم الصبر، لأن البلوى فضهم وتذيع عجزهم وضعفهم 1 ثم للصوفية في افتراق جريان الأحوال عليهم اشارات، فتتغير عليهم الأحوال في البلوى: فنهم من يكون تطقه بلاة، ومنهم من تكون حركاته بلاغ، ومنهم من يكون صمته بلاء، ومنهم من يكون سكوته بلاغ، قد اختلفت أحواهم في البلوى، وكثرت 18 إشاراتهم فيها ، فالحق يجمعهم في أصل المعنى وبالبلوى يفرقهم ليكون التفريق حقيقة للجمع، وذلك ما تدور عليه مذاهب الصوفية، وما بتي من أحوالهم اكثر من أن يخضى ويحصر.
(13) باب أخلاق الصوفية وأما أخلاق الصوفية، فحسن الخلق ، ولين القول، وبذل السلام، وطلاقة 24 الوجه، وبشاشة الشاهد، ومحبة الفقراء، والايثار عليهم، وإن كانوا في غاية الجهد 11) مشيرة: مشير تص.
دههير
পৃষ্ঠা ৪৪