============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف قأهل التصوف لبسوا الصوف موافقة للسنة، ثم لهم في لبسهم إشارات ومعان انفردوا ها عن غيرهم، فن الصوفية من لبس الصوف بشرط العلم، ومنهم من لبسه بشرط الاسقاط، ومنهم من لبسه بشرط الزهد، ومنهم من لبسه بشرط محبة اللابسين له، 3 ومنهم من ليسه يشرط الرياضة، ومنهم من لبسه بشرط الحقيقة.
فأما من لبسه بشرط العلم فهو الذي لبس (27) الصوف لثوابه ومواريثه، فإن في لبسه براءة من الكبر ووجودا لحلاوة الايمان، ثم إنه يزجر صاحبه بنظره إلى لباسه عن كثير من المكروه.
وأما من لبسه بشرط محبة اللابسين له فهو الذي سمع أن الصوف لباس الأنبياء صلوات الله عليهم والصالحين ، فعجز عن استعمال حقائقه فالته الأسوة بهم ومحبتهم إلى أن لبس لباسهم، وتشبهه بهم ظاهرا، واقتدى بهم في الزي وتستر بسترهم.
فأما من لبسه بشرط الزهد فإن الصوف من لباس الزهاد والنساك، وهو إظهار التضاد والمخالفة والمباينة لأبناء الدنيا في مرادهم وأكلهم وشربهم وسعيهم وحركاتهم، وزهدوا في الرياسة ونزعوا ثياب الخيلاء والتفاخر، فلبسوا الصوف لاختيار الذل والتواضع بموافقة جميع الأحكام، فأشاروا في اللبس إلى حقيقة الزهد، ثم حقائقه تتبع ذلك.
وأما من لبسه بشرط الرياضة ، فإن الصوف يكون أخشن على البدن وأجلد، إنما لبسوا ذلك لتجد النفس آلم الخشونة كما وجدت تنعم لين الثياب على الجلد، وأخذوا في رياضة النفوس واجتهدوا حتى خمد في أنفسهم تهيج نيران الشهوات، وأنفوا ملاذ 18 حظها، وأزالوا فتتة هواها.
وأما من لبسه بشرط الإسقاط قإن النفس تتبختر بزينة المترفين وتتعاظم بلباس المغترين، وينفرد عن الناس إذ لبس رقاق الثياب ليرتفع في المتزلة عند الناس فصار 21 مسرورا برياسته مشاهذا لنفسه، برضا نفسه ينظر إلى نفسه فيراها عاتبة متكبرة مظهرة بلباس الكبراء، وذلك وقت مقت الله عز وجل، فلبس الصوف ونزع ثياب المقت ونفى رؤيته عن رؤية الناظرين باظهار ثياب الذلة والخضوع ، وحقرها عند أشكالها وأمثالها في 1) للستة: السنة ص4) لبه: ليس ص2) وجودا: وجود ص 11) لبسه: لبس ص 17) وجدت : وجد ص 18) خمد: خمدت ض أنفوا: أنفى ص19) وأزالوا: وأزال ض 23) تفى : انقى ض.
اده عنههى
পৃষ্ঠা ২৫