لقد قال «هويتمان» الأديب الأمريكي هذه الكلمة الإنسانية العظمى: من أهان إنسانا فقد أهانني.
هي كلمة تصح أن تكون عنوانا وشعارا لكل أديب.
بل إننا حين نستقطب الضوء على موضوع معين، مثل مكافحة الرق، أو الاستبداد بالمرأة، أو الاستبداد بالفلاح، إنما ننبعث إلى كل ذلك بالنزعة الإنسانية.
وعلى هذا يجب أن يكون لكل أديب رسالة يؤديها للشعب، بل للعالم، عن وجوده وجهوده، بحيث تنسق جميعها وتسير نحو الهدف الإنساني.
وإني هنا أود أن أسأل أدباء مصر: ما هي رسالتكم التي خدمتم بها الإنسانية في الموضوع الذي عالجتموه في مؤلفاتكم؟
أحب أن أسأل توفيق الحكيم: ما هي رسالتك الأدبية في مصر، وهل نستطيع أن نفهم هذه الرسالة مثلا من «أهل الكهف»؟
وأحب أن أسأل عباس محمود العقاد: لقد ألفت نحو خمسين أو ستين كتابا، فما هي رسالتك الإنسانية فيها؟
وأحب أن أسأل طه حسين مثل هذا السؤال ...
إني أستطيع أن أؤلف كتابا عن رسالتي التي تنتظمها مؤلفاتي، وأن أوضح أنها رسالة الإنسانية والحرية والمساواة والحضارة والعلم، فهل هذا في مستطاع كتابنا الذين ذكرتهم؟
لقد عشنا في مجتمع مصري لابسته ظروف سياسية استعمارية واستبدادية، والكاتب الذي وقف بعيدا لا يكتب عن هذه الظروف لمصلحة الشعب، أو الذي كتب في مدح المستبدين والمستعمرين، لا يمكن أن يوصف بأنه كان أمينا للإنسانية وللمجتمع.
অজানা পৃষ্ঠা