وبلغ من اهتمامهم بذلك أن الرجل منهم . كان يفتح له الباب من العلم ، أو الكلمة من الصواب وهو في البلد غير المأهول فيكتبه على الصخور مبادرة للأجل وكراهية منه أن بسقط ذلك عمن بعده .
فكان صنيعهم في ذلك صنيع الوالد الشفيق على ولده ، الرحيم البر بهم ، الذي يجمع لهم الأموال والعقد إرادة ألا تكون عليهم مؤونة في الطلب ، وخشية عجزهم ، إن هم طلبوا .
فمنتهى علم عالمنا في هذا الزمان أن يأخذ من علمهم ، وغاية إحسان محسننا أن يفتدي بسيرتهم .
وأحسن ما يصيب من الحديث محدثنا أن ينظر في كتبهم فيكون كأنه إياهم يحاور ، ومنهم يستمع ، وآثارهم يتبع .
পৃষ্ঠা ১৪