وأعلم أن مالك لا يغني الناس كلهم فاخصص به أهل الحق ، وأن كرامتك لا تطيق العامة كلها فتوخ بها أهل الفضل ، وأن قلبك لا يتسع لكل شيء ففرغه للمهم ، وأن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجاتك ، وإن دأبت فيهما ، وأن ليس لك إلى إدامة الدأب فيهما سبيل مع حاجة جسدك إلى نصيبه منهما فأحسن قسمتهما بين عملك ودعتك .
واعلم أن ما شغلت من رأيك بغير المهم أزرى بك في المهم ، وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين تريده للحق ، وما عدلت به من كرامتك إلى أهل النقص أضر بك في العجز عن أهل الفضل ، وما شغلت من ليلك ونهارك في غير الحاجة أزرى بك عند الحاجة منك إليه .
পৃষ্ঠা ২৯