وكان الحسن يقول: روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في بعض أيامه: والذي نفس محمد بيده! ما أصبح اليوم في آل محمد من طعام ))، وإنهم لتسعة أبيات.
قال الحسن: أما والله ما قالها صلى الله عليه وسلم استبطاء لرزق ربه، ولا طلبا لما لم يعطه، ولكن لتتأسى به أمته، وتعلم أن لا قدر للدنيا عنده.
وكان يقول: لقد عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الدنيا، وخزائن الأرض، ولا ينقصه الله من أجره شيئا، فأبى أن يقبلها، وكره أن يخالف ربه، وأن يحب ما أبغضه، أو يرفع ما وضعه، ولقد روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب)).
وكان الحسن يقول: روي أنه يؤتى بالدنيا يوم القيامة مع كل زينة كانت فيه مذ خلقها الله -عز وجل- إلى يوم القيامة، تتصرم فتقول: يا رب! اجعلني لأحد أوليائك، فيقول الله سبحانه: اسكتي، فما خلقت خلقا هو أبغض إلي منك، وممن آثرك واختارك على ما عندي.
পৃষ্ঠা ৭৪