وقيل: سأله الربيع بن صبيح، فقال: يا أبا سعيد! ما تقول في العشر ركعات التي بعد صلاة العشاء، أتطوع هي أم سنة؟ فقال: ليست بسنة، إنها لو كانت سنة، ما وسع المسلم تركها، ولكن يابن أخي! من أدب العبد المسلم، وقوام أمره إذا عود نفسه من الخير عادة، أو تعبد لله عبادة، أن يدأب فيها، ويقيم دهره عليها.
وكان يقول: مكتوب في التوراة: الغنى في القناعة، والسلامة من الناس، والعافية في رفض الشهوة، والنجاة في ترك الرغبة، والتمتع في الدهر الطويل بالصبر في العمر القصير.
ثم يقول: تأدبوا -رحمكم الله- بآداب الله؛ وحافظوا على ما في كتب الله؛ تكونوا من أولياء الله.
وكان يقول: ما أنعم الله على عبد نعمة؛ إلا وعليه فيها تباعة، إلا ما كان من نعمته على سليمان بن داود -عليهما السلام-؛ فإن الله عز وجل- يقول: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك غير حساب}.
وكان يقول: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل.
وكان يقول: إنما أنت أيها الإنسان عدد، فإذا مضى لك يوم، فقد مضى بعضك.
পৃষ্ঠা ৪৫