وكان يقول: ما أنصفك من كلفك إجلاله، ومنعك ماله.
وقال: كنا نعد البخيل منا الذي يقرض أخاه الدرهم؛ إذ كنا نعامل بالمشاركة والإيثار. والله! لقد كان أحد من رأيت وصحبت يشق إزاره فيؤثر أخاه بنصفه، ويبقى له ما بقي، ولقد كان الرجل ممن كان قبلكم يصوم، فإذا كان عند فطره، مر على بعض إخوانه، فيقول: إني صمت هذا اليوم لله، وأردت إن تقبله الله مني أن يكون لك فيه حظ، فهلم شيئا من عشائك، فيأتيه الآخر ما تيسر من ماء وتمر يفطر عليه يبتغي أن يكسبه أجرا، وإن كان غنيا عن الذي عنده.
وكان يقول: أدركت أقواما، وإن الرجل منهم ليخلف أخاه في أهله وولده أربعين سنة بعد موته.
وكان يقول: إذا دخل الرجل بيت صديقه، فلا بأس عليه أن يتناول مما حضر من طعامه وفاكهته بغير إذنه.
وكان يقول: ما من نفقة إلا والعبد يحاسب عليها، إلا نفقته على والديه فمن دونهما، أو نفقته على أخيه في الله، وصاحبه في طاعته؛ فإنه روي أن الله -سبحانه وتعالى- يستحيي أن يحاسبه عليها.
وكان يقول: ليس من المروءة أن يربح الرجل على أخيه.
وكان يقول: احذر ممن نقل إليك حديث غيرك، فإنه سينقل إلى غيرك حديثك.
وكان يقول: ابن آدم! عملك لك، انظر على أي حال تحب أن تلقى عليها ربك؟
পৃষ্ঠা ৩৭