فصل ومن أعظم ما ينفع الميت الدعاء
قال شبيب بن شيبة: أوصتني والدتي عند موتها، فقالت: يا بني! إذا أنت دفنتني فقم علي، وقل: يا أم شيبة!، قولي: لا إله إلا الله، فقلت ذلك، ثم انصرفت إلى منزلي، فلما كان الليل رأيتها في المنام، فقالت: يا ولدي! جزاك الله خيرا، فلولا أنك أدركتني بقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لهلكت.
وقال الفضل بن الموفق: لما مات أبي جزعت عليه جزعا شديدا، وكنت آتي قبره كل يوم، ثم إني قصرت عن ذلك ما شاء الله، ثم إني أتيته يوما، فبينا أنا جالس عند القبر غلبتني عيناي، فنمت، فرأيت كأن قبر أبي قد انفرج، وكأنه قاعد في قبره متوشحا أكفانه، عليه سحنة الموتى، قال: فكأني بكيت، فلما رأيته، قال: يا بني! ما بطأك عني؟ قلت: وإنك لتعلم بمجيئي! قال: ما جئت مرة إلا علمتها، وقد كنت تأتيني فأسر بك، ويسر من حولي بدعائك، قال: فكنت آتيه بعد ذلك كثيرا.
পৃষ্ঠা ১২৩