শিশু সাহিত্য: খুব সংক্ষিপ্ত পরিচয়
أدب الأطفال: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
على الرغم من أن «خرافات أيسوب» - التي ترجمت ونشرت على يد ويليام كاكستون عام 1484 - عادة ما كانت تدرج بموضع ما في الدراسات التاريخية لأدب الأطفال حتى نهاية القرن المنصرم، فإن الدراسات التاريخية عن الكتابة للأطفال غالبا ما بدأت في القرن السابع عشر بنماذج من أعمال بعض المنشقين عن الكنيسة، والتي عادة ما تبدأ بكتاب «العالم المرئي بالصور» الذي ألفه الإصلاحي التربوي التشيكي جون آموس كومينيوس. وقد أتيحت نسخة باللغة الإنجليزية لكتاب «العالم المرئي بالصور» - والذي كتب باللغة الألمانية عام 1658 - في العام التالي في طبعة ظلت تنشر حتى القرن التاسع عشر، بما فيها نسخة منقحة الصور نشرت في الولايات المتحدة عام 1810. ويكشف تاريخ هذا الكتاب الصغير - الذي لا يتعدى حجمه 142 × 83 ملليمترا (ما يقرب من 6 × 3 بوصات) - الكثير عن تاريخ الكتابة للأطفال، ولا سيما كيف أنه - قبل وقت طويل من عصر الاتصالات الفورية والعولمة - كانت بعض كتب الأطفال تنتقل بسرعة بين البلدان. وقد ترجم كتاب «العالم المرئي بالصور» إلى العديد من اللغات الأوروبية. وفي كل الطبعات، يبدأ الكتاب بالأبجدية، ثم يسعى - من خلال مزيج من الكلمات والصور - إلى تمثيل كل شيء في العالم، بداية من المخلوقات والنباتات، وحتى المفاهيم المجردة مثل الثالوث القدوس.
شكل 1-1: يعتبر نص كومينيوس التعليمي مزدوج اللغة (اللاتينية + لغة أخرى) أيضا كتابا مصورا طموحا يحاول أن يقدم صورة تمثل كل اسم يذكره، مهما كان ذلك الاسم مجردا، وهو يهدف لتعليم الأطفال من خلال تسليتهم.
1
ويجسد كتاب «العالم المرئي بالصور» عدة خصائص للكتابة المبكرة للأطفال، بداية من افتراضاته بشأن السن، فكومينيوس كان يكتب من أجل الأطفال الصغار؛ أي الأطفال تحت سن السادسة، ويتعلمون القراءة بلغتهم الأصلية، وبعدها - بداية من سن السادسة - يتعلمون القراءة باللغة اللاتينية (فكانت نصوص الكتاب مكتوبة باللغة المحلية واللغة اللاتينية معا). وبينما كان صغر سن القارئ المقصود سمة مميزة لأدب الأطفال عبر تاريخه منذ أيام كومينيوس، فإن الطفولة كمرحلة من مراحل الحياة قد توسعت باطراد لدرجة أن بعض الأعمال الحديثة التي أصدرتها دور نشر كتب الأطفال تستهدف «اليافعين» الذين هم في سن الثامنة عشرة. ومع ذلك فحتى نهاية القرن التاسع عشر، كانت كتب الأطفال موجهة للأطفال قبل مرحلة البلوغ، والذين عادة ما كانوا إما على أعتاب بدء تعليمهم، أو في المراحل المبكرة منه. وبعد تعلم القراءة، كان الأطفال في معظم الحالات يتشاركون النصوص مع الكبار، الذين غالبا ما تكون مهارات القراءة لديهم على نفس المستوى تقريبا. فعلى سبيل المثال، كان بإمكان كل من الصغار والكبار قراءة كتيبات الحكايات والأشعار، وهي كتيبات صغيرة الحجم رخيصة الإنتاج، بدأت في الظهور في القرن السادس عشر. فمن خلال نصوصها البسيطة (التي عادة ما تستند إلى الحكايات الشهيرة، والقصائد القصصية، وما شابهها من مواد شعبية) والرسوم بالقوالب الخشبية، جذبت كتيبات الحكايات والأشعار القراء الصغار، بالرغم من أن نماذجها المؤلفة خصوصا للأطفال لم تبدأ في الظهور حتى القرن الثامن عشر.
وكان المقصود من كتاب «العالم المرئي بالصور» أن يكون أداة تعليمية، وهناك جدال قوي يدور عبر تاريخ أدب الأطفال بين النظريات التعليمية والكتابة للأطفال، رغم أنه من الشائع الآن التمييز بين الكتب المعلوماتية/التعليمية - مثل كتاب كومينيوس - والأدب القصصي الذي أصبح الآن القوة المسيطرة في عالم أدب الأطفال. ومع ذلك، فعندما نتتبع أصول أدب الأطفال، فإن الدراسات التاريخية عادة ما تشمل كل أشكال الكتابة المخصصة للأطفال، وتعتبر كتاب «العالم المرئي بالصور» كعلامة فارقة. وعلى غرار كتاب «العالم المرئي بالصور»، فإن معظم الكتابات المخصصة للأطفال في القرن السابع عشر كانت مستلهمة من مجموعة من المنشقين عن الكنيسة، والذين غالبا ما يشار إليهم باسم «البيوريتانيين»؛ ولهذا، فإن تلك الكتابات كانت تسعى - إلى جانب تعليم الأطفال القراءة - إلى تعليمهم كيف يعيشون حياة صالحة، ويبتغون النعيم الإلهي، ويحاولون اجتناب عذاب الجحيم. وأحد الأمثلة النموذجية لهذا النوع من الكتابة التي نشأت في إنجلترا هو كتاب جيمس جانواي «دليل للأطفال» (1671-1672)، والذي يعتبر في مضمونه شهادة حية على «الهداية، والحيوات المقدسة والنموذجية، والميتات السعيدة لعدد من الأطفال الصغار»، مثلما يبين العنوان الفرعي للكتاب.
ويعد مجلد جانواي - الذي اشتهر بإنجلترا والولايات المتحدة (في نسخة موسعة كتبها كوتون ماثر ونشرت عام 1700) لفترة تجاوزت المائتي عام، وأعيد طبعه على نحو منتظم، وكذلك زاد حجمه وأعيدت صياغته - علامة بارزة ومفيدة في أي تسجيل لنشأة وتطور أدب الأطفال؛ فهو يخاطب صغار القراء بشكل واضح (رغم أنه يفترض كذلك أن الكبار سوف يشتركون في عملية قراءة الكتاب، مثلما يتضح من الخطاب الافتتاحي الموجه للوالدين ولكل المشتركين في عملية تعليم الأطفال)، ويقدم نطاقا من الأفكار والرؤى الثاقبة حول كيفية فهم المجتمع للأطفال والطفولة في بدايات إنجلترا الحديثة. ومن خلال محتوى كتاب «دليل للأطفال» التعليمي الصريح، وأسلوبه التدريسي، وافتراضه بأن الأطفال يولدون مذنبين، يشير الكتاب إلى العلاقة بين تأسيس مرحلة الطفولة في أي فترة زمنية وتاريخ الكتابة للأطفال؛ فقد أصبحت هذه العلاقة من مواضع الاهتمام الرئيسية في دراسة أدب الأطفال. وكثيرا ما تستخدم النصوص البيوريتانية أيضا لدعم وجهة النظر القائلة بأن تاريخ أدب الأطفال هو تاريخ قد انتقل من الاقتناع بأن الكتابة للأطفال يجب أن تركز على توجيه قرائها نحو الطريقة التي يجب أن يتصرفوا بها، والأفكار التي يجب أن يؤمنوا بها، إلى الرغبة في تسليتهم. ورغم أن هذا التفسير لتطور أدب الأطفال قد ظل غير مختلف عليه لعقود طويلة، فقد أصبح الآن يعتبر تفسيرا منقوصا؛ وذلك لأن الكثير من كتاب الأطفال المبكرين قد فهموا الحاجة لاستخدام «شبكة العنكبوت من أجل اصطياد الذباب»؛ فجعلوا نقل الرسالة التعليمية داخل الكتابة أكثر جذبا من خلال استخدام شخصيات الأطفال، والقصائد الشعرية، والأحاجي، والألغاز، والحوارات الدرامية، والإشارات إلى ألعاب الأطفال. إن المصادر الرقمية الجديدة والمتعددة، والتي تتيح الوصول بسهولة للنصوص المنشورة قبل عام 1900 عبر شبكة الإنترنت، تسهل على أي شخص مهتم بهذا النقاش أن يطلع على عينة واسعة مما نشر للأطفال قبل عام 1900، وأن يتحقق إلى أي مدى كان التعليم والتسلية متضافرين إلى حد كبير.
أحد الأسباب التي تجعل الدراسات التاريخية الأولى لأدب الأطفال عادة ما تبدأ في القرن السابع عشر، هو أنه بحلول ذلك الوقت كانت المواد المخصصة للأطفال قد صارت تطبع بهدف التوزيع العام بدلا من أن تكتب بخط اليد من أجل الاستخدام الخاص، أو تستخلص من الكتابات المخصصة للكبار؛ وهذا رسخ هذه الكتابات كجزء من ثقافة الطباعة، وغالبا ما مثل الاهتمام بتاريخ المواد المطبوعة نقطة انطلاقة للدراسات التاريخية المبكرة لكتب الأطفال. ونظرا لأن المواد التي كانت تؤلف للأطفال كانت قليلة نسبيا - كما رأينا في حالة كومينيوس وجانواي - فقد بقيت الأعمال الشهيرة تطبع لفترات طويلة، وغالبا في مجموعة متنوعة من الصيغ المزينة بالرسوم، وكثيرا ما كانت تظهر في مجموعات الكتب والمذكرات. فعلى سبيل المثال، يتذكر تشارلز لامب - الذي ولد في عام 1775 - أنه كان يحب «كتابا عظيما عن الشهداء»، هو («كتاب فوكس عن الشهداء» الذي نشر للمرة الأولى عام 1554، وترجم للإنجليزية في عام 1563). إن التاريخ الطويل والمتنوع لهذه الأعمال يجعلها دراسات حالة مثيرة للاهتمام من أكثر من منظور؛ فمن الممكن استخدامها لاستكشاف تقنيات الطباعة والتسويق، والأفكار المتغيرة عن الطفولة والتعليم، والجدال السائد بخصوص الدين والسياسة والنوع والعلم وتجربة الحياة اليومية، وغير ذلك الكثير من الموضوعات. ومع ازدياد الاهتمام بالدراسات التاريخية عن الطفولة والكتب وأدب الأطفال، صارت هناك مواد جديدة تدرس؛ لأنه أصبح من الواضح أن الكتابة للأطفال قد بدأت قبل جيمس جانواي ومعاصريه بوقت طويل.
أدب الأطفال في العصور القديمة والوسطى
يشتمل كتاب «تاريخ أدب الأطفال» الذي ألفه سيث ليرر عام 2008 على مناقشة لنصوص إغريقية، ورومانية، وقروسطية قدمت للأطفال. ويوضح ليرر أنه في كل من تلك الفترات، رسخت التقاليد التي كان لها تأثير مستمر - ولكن غير معترف به لوقت طويل - على أدب الأطفال (كانت المواد التي ناقشها ليرر مكتوبة باللغة اللاتينية، ولكن كما رأينا في كتاب «العالم المرئي بالصور»، فإن اللغة اللاتينية ظلت على مدار قرون لغة أساسية في التعليم؛ ومن ثم فإن تلك الأعمال أثرت على النصوص التي كتبت وقرئت باللغة الإنجليزية). على سبيل المثال، كان أطفال الإغريق والرومان يتعلمون مهارات المواطنة، وسمات البطولة، وتعقيدات الأخلاق والفضيلة، والسلوكيات الملائمة للجنسين، وذلك من خلال تعلم ترديد مقاطع من نصوص تشمل «خرافات أيسوب» و«الإلياذة» و«الإنياذة». وبينما كان ما يتعلمونه عبارة عن فقرات مأخوذة من نصوص موجودة بالفعل مخصصة للجمهور العام، وليس نصوصا مكتوبة خصوصا للأطفال، فإن الطريقة التي عدلت بها تلك النصوص لكي تلائم احتياجات واهتمامات الأطفال تضع هذه الأعمال داخل نطاق أدب الأطفال. على سبيل المثال، كانت المقتطفات تختار وفقا لملاءمتها للأطفال، وتعدل لكي تناسب قدراتهم وتصبح أكثر جاذبية من خلال توظيف عناصر كالقافية الشعرية، وإدراج رسوم توضيحية. أثناء العصور الوسطى في إنجلترا وعبر أوروبا، كانت هذه الخصائص تستخدم في الكتابة خصوصا للأطفال، بدءا من كتاب «مرآة للأمراء» بما يحتويه من دروس للملوك، ومرورا بتوجيه الصبية المتمرنين على المهن، ووصولا إلى النصح المقدم للأطفال الذين يربون في الأديرة والذين يتعلمون فضائل حياة التعبد. ويقترح ليرر أنه من رحم هذه الخصائص ولدت الكثير من الأساليب الأدبية التي تستمر في الظهور داخل الكتابات المخصصة للأطفال.
وتكشف المناطق الجديدة للدراسات الأدبية عن أمثلة جديدة للكتابة للأطفال؛ مما يغير بدقة علامات بارزة وراسخة في تاريخ أدب الأطفال. فعلى سبيل المثال، كانت الدراسات التاريخية لأدب الأطفال تحتفي - على نحو تقليدي - بانطلاق النشر التجاري من أجل الأطفال في القرن الثامن عشر على أنها اللحظة التي شهدت ميلاد أدب الأطفال كما نعرفه اليوم. وعلى الرغم من أن حقيقة أن إمكانية بيع المواد المطبوعة بمختلف أنواعها للأطفال قد استثمرت للمرة الأولى من قبل أصحاب المطابع الناشرين بالقرن الثامن عشر تظل صحيحة، فقد أصبح واضحا الآن أن هذا الأمر لم يكن تطورا تلقائيا، وإنما كان جزءا من متسلسلة أدبية ظل فيها الآباء والمعلمون وغيرهم من الكبار المشاركين في تعليم وتثقيف الأطفال يجربون لوقت طويل طرقا لتأليف مواد جذابة ومشوقة لكي يقرأها الأطفال.
অজানা পৃষ্ঠা