في (شرح أدب الكاتب) قوله دع القسامة أي أترك الحلف فاسم الله تعالى عظيم ينبغي احترامه ولأنه قد يحلف على من لا يريد الحضور مكلفة ذلك وفيه مشقة قوله وباسم الله فاستمل أي إذا دعوت أحدا فقل باسم الله عندنا ونحو ذلك.
وَاخصُص بِدَعوَتِكَ الأبرارَ وَادعهُمو ... وَدَع ذَوي الفسق تحوي الرشد في العمل
ينبغي لمريد الضيافة أن يخص بدعوته الأبرار والأتقياء دون الأشرار والأشقياء لأن الأبرار يستعينون به على المعصية فيكون معينا لهم وقد روي أن النبي ﷺ قال: (لا يأكل طعامك إلا الأبرار) وعن بعض الأنبياء أنه استضافه نصراني فلم يطعمه لكفره فلما ولى النصراني بكا فأوحى الله إلى ذلك النبي أن له كذا وكذا سنة يكفر بي وأنا أطعمه وأرزقه فهلا أطعمته ساعة واحد فدعى النبي النصراني وأطعمه فسأله النصراني عن منعه أولا ودعائه ثانيا فذكر له الواقعة فأسلم النصراني.
وَكُل مَعَ الضَيفِ أَن تَلقاهُ مُحتَشِمًا ... وَإِن تَكُن صائمًا أَفطَرَ مِنَ النَفلِ
إن كان الضيف يستحي بمن الأكل وحده يستحب ينبغي للمضيف أن يأكل معه فإن كان صائما نفلا أفطر وأكل معه فإن لم يفطر وشق عليه الفطر فليدع من يأكل معه.
وَاحطُط بِمائِدَةِ مِلحِ الجَريشِ وَضِع ... كُلَ البُقولِ سِوى الكُراثِ وَالبَصَلِ
وَالحَلُ قالوا لَهُ أَيضًا مُناسَبَةً ... وَكَوزُ ماءٍ لِيَشفى غُصَةَ الأَكلِ
من الآداب المتعلقة بالمائدة أن يوضع عليها مع الخبز ملح وبقل يقال أن الملائكة تحضر المائدة إذا كان عليها بقل ولا تضع عليها ثوما ولا كراثا ولا بصلا ولا ما له رائحة كريهة فإن الملائكة تتأذى برائحته وفي الخبر أن المائدة
1 / 37