والأتقياء من أمتي براء من التكلف) .
وقال ﷺ: (لا تتكلفوا للضيف فتبغضوه فإن من يبغض الضيف فقد أبغض الله ومن أبغض الله أبغضه) وقال سلمان الفارسي أمرنا رسول الله ﷺ: (أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا وأن نقدم له ما حضر) .
وفي حديث يونس النبي ﵇ إن زاره اخوانه فقدم إليهم كسرا وجز لهم بقلا كان يزرعه ثم قال لهم: كلوا لولا أن الله لعن المتكلفين لتكلفت لكم.
وعن أنس بن مالك ﵁ وغيره من الصحابة أنهم كانوا يقدمون ما حضر من الكسر اليابسة وحشف التمر ويقولون لا ندري أيهما أعظم وزرا الذي يحتقر ما يقدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده وهذا معنى قوله في البيت ليس البر في الثقل أي ليس العمل الصالح في التكليف الذي يشق على النفس ويثقل.
وَإِن دَعوتَ فَلا تَخلِف عَلى أحدٍ ... وَلا لِيَأكُل فَاسمُ الله ذو جَلَلِ
في قَولِ كُلِ وائتني تُجبِر مِن يَدعُنا ... دِع القَسامَةَ وَالضيفانَ فاستَمِل
قال الحسن بن علي بن أبي طالب ﵉ الطعام أصون من أن يحلف عليه فينبغي لداعي الضيف أن لا يقسم عليه بالله بل يتلطف بقوله ائتني تجبر ونحو ذلك وإذا رآه مقصرا في الأكل كرر عليه العزيمة ولا يزد على قوله كل ثلاث مرات.
والذي روى عن الحسن قد روي عن ابن عباس ﵄ ما يخالفه فإنه قال لكل قادم دهشة فابدأوه بالسلام ولكل أكل حشمة فابدأوه باليمين بذكره ابن السيد
1 / 36