315

আসমাল কামিলা

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

সম্পাদক

علي الرضا الحسيني

প্রকাশক

دار النوادر

সংস্করণ

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪৩১ AH

প্রকাশনার স্থান

سوريا

জনগুলি

الأسنى، فقال: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾. . . الآية. وهذه البشارة موجهة إلى الذين يتقون المصيبة بسكينة وتسليم لقضاء الله لأول حلولها، يشير إلى هذا قوله تعالى: ﴿إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا﴾، فإنه يدل على أنهم يقولون ذلك وقت الإصابة، ويصرح بهذا قوله ﷺ فيما ورد في الصحيح: "الصبر عند الصدمة الأولى". ومعنى ﴿إِنَّا لِلَّهِ﴾: إنا لِلّه ملكًا وعبودية، والمالك يتصرف في ملكه ويقلبه من حال إلى حال كيف يشاء. ومن ربط نفسه بعقيدة أنه مِلْك وعبدٌ لرب حكيم رحيم، وجدها متهيئة للصبر عند كل مصيبة تفاجئه. ومعنى ﴿وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾: إنا صائرون إليه يوم القيامة، فيجازينا على ما دعانا إليه من الصبر والتسليم إلى قضائه عند نزول المصائب التي ليس في استطاعتنا دفعها.
﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾:
الصلوات: جمع صلاة. وصلاة الله على عباده: إقباله عليهم بالعطف، وجمعت؛ مراعاة لكثرة ما يترتب عليها من أنواع الخير في الدنيا والآخرة، وعطف عليها الرحمة، فقال: ﴿وَرَحْمَةٌ﴾؛ ليدل على أن بعد ذلك الإقبال إنعامًا واسعًا، وجاءت الرحمة مفردة على أصل المصادر، وهو إفرادها؛ لأنها تستعمل في القليل من معناها وكثيره، والمقام في الآية يذهب بذهن السامع إلى كثرة الإنعام المترتب على الصبر الجميل.
﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾:
فهم الذين اهتدوا لطريق الصواب بالتسليم وقت صدمة المصيبة دون غيرهم ممن جزعوا عند صدمتها حتى صدر منهم ما لم يأذن به الله.
﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ﴾:
الصفا في أصل اللغة: الحجر الأملس. والمروة: الحجر الأبيض

1 / 281