109

আসমাল কামিলা

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

তদারক

علي الرضا الحسيني

প্রকাশক

دار النوادر

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪৩১ AH

প্রকাশনার স্থান

سوريا

জনগুলি

كتاب، فهو واجب على الناس؛ لما ركب الله فيهم من العقل، ونصب لهم من الأدلة، ومكن لهم من وجوه الاستدلال.
دل على أن الهدى صادر منه بقوله: ﴿مِنِّي هُدًى﴾، ثم أضافه إلى نفسه بقوله: ﴿هُدًى﴾، فنبه لتعظيم أمر الهدى، وأنه أحق بأن يتبع ويتخذ سبيلًا لطمأنينة النفس في الدنيا، والفوز بالسعادة في الأخرى.
والخوف: الفزع، وهو تألم النفس من مكروه يتوقع حصوله. والحزن: الغم الحاصل لوقوع مكروه، أو فقد محبوب. ومعنى (لا خوف عليهم): أن نفوسهم آمنة مطمئنة بحيث لا يعتريها فزع. كما أن قوله: ﴿وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ينفي عنهم الاغتمام لفوات مطلوب، أو فقد محبوب. و(على) في قوله ﴿عَلَيْهِمْ﴾ تنبئ بمعنى الإحاطة والشمول؛ فإنها تستعمل مجازًا فيما يغلب على الإنسان، ويحيط به؛ نحو: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾؛ فإن غرض الداعين أن تشمل السلامة المخاطبين، وتحيط بهم من جميع جوانبهم. فمعنى (لا خوف عليهم): نفي ملابسة الخوف لهم ملابسة الإحاطة والاستيلاء كما هو شأن الخوف من أهوال يوم القيامة.
وليس ببعيد أن يكون معنى ﴿لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾: أنهم بلغوا باستقامة السيرة وفضل التقوى حيث لا يخاف عليهم أحد أن يصيبهم في يوم الجزاء مكروه.
ونفي الخوف والحزن ورد في الآية على وجه الإطلاق، وظاهره: أن المهتدين لا يعتريهم الخوف ولا الحزن في دنياهم، ولا في آخرتهم، ولكن قوله فيما يقابله من جزاء الكافرين: ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ يرجح أن يكون المراد: نفي الخوف والحزن عنهم في الدار الآخرة. ثم إن

1 / 75