به على ان السماء على مثال الكرة ودورها كدور الكرة وبعد ذلك فلو كانت السماء مسطحة على ما يقول بعض الناس لما كان يجب ان يكون بعد نواجى السماء منا على قدر واحد بل كان يجب ان يكون اقرب مواضع السماء منا ما كان محاذيا لرؤوسنا واما ما جاز ذلك الى نواحى الآفاق فكثير البعد وكان يجب ان نرى (a) الشمس والقمر وسائر الكواكب عند طلوعها فى المشرق صغارا خفية لبعدها من ابصارنا ثم لا تزال تعظم بحسب قربها (b) الى وسط السماء لانها تقرب من ابصارنا ثم كذلك ايضا تصغر فى انحدارها الى الغروب فتنقص (c) قليلا قليلا الى ان تخفى عن العين فتضمحل (d) ولسنا نرى شيئا من ذلك ولكنا نرى اقدارها عند طلوعها وعند توسطها السماء وعند غروبها على امر واحد بل نرى مقاديرها فى المشرق والمغرب اعظم منها فى (e) وسط السماء ونرى الشمس عند غروبها اذا صار اول جرمها مع الافق تغيب (f) قليلا قليلا كأن الافق يقطعها حتى يغيب آخر جرمها وكذلك القمر، وليس الذى نرى من زيادة عظمها فى المشرق والمغرب انها هناك اقرب الينا منها اذا كانت وسط السماء ولكن البخار الذى يرتفع من الارض دائما ابدا يعرض بين ابصارنا وبين الآفاق فيريناها عظيمة لا سيما اذا عرض فى الهواء البخار الكثير الرطوبة الذى يكون فى ايام الشتاء* وبعقب المطر (g) فان الشمس والقمر يريان عند ذلك فى وقت الطلوع والغروب عظيمين جدا،* ولو ان احدا (h) القى شيئا فى قعر ماء صاف لرآه اكبر من مقداره الذى له بالحقيقة وكلما صفا الماء وكثر عمقه كان اعظم لما يرى فى قعره فهذا سبب عظم الكواكب عند الآفاق*
পৃষ্ঠা ১১