أسند الأكوع إلى معاصر ميت، وسند الميت إلى شيخ نكرة، ولو صح ما قاله الأكوع لسافر للحصول على هذه الرسالة حافيا إلى الإسكيمو وليس إلى ريمة فحسب، وخصوصا بعد عمر طويل منه عشرون عاما وحدها قضاها باحثا ومنقبا في كتب التاريخ والتراث في اليمن وفي العالم عن مثالب الزيدية وأئمتها الذين يحمل في نفسه عليهم حقدا منذ الصغر، ومنذ أن صاح فيه الإمام: (خبيث على البز نزغه على الحليب).
عزاؤنا أن حصيلة الأكوع من هذا الجهد مثالب أغلبها مفتراة لا تكاد تذكر ولا تقارن بمثالب حاكم واحد ممن يتعصب لهم ويعتد بهم، ولا أخفيكم أن إسناد الأكوع لكتاب (إرشاد السامع) المزعوم تذكرني بحكاية البدوي الذي عاد من صنعاء إلى قريته وأخذ يحدثهم عن (الزلابيا) ولذته وحلاوته، فقيل له: هل أكلت منه؟ فقال: بلهجته البدويه: (أخبرني: رفيقي، أخبره: رفيقه. أن رفيقه تذوقه فوجده طعيم وحالي).
পৃষ্ঠা ৪৯