আধুনিক যুগের ইসলামী চিন্তার বিখ্যাত ব্যক্তিত্ব
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
জনগুলি
فقل لي مثلما لك قبل أوحى
إله الخلق قد أوتيت سؤلك
فرأيته ليلا يقول لي: قم روح، ثلاثا.» •••
ولما عاد إلى مصر استوطن القاهرة، وأنشأ مجلة «الأستاذ» في شهر صفر سنة 1310، فبرزت موشحة ببديع مقالاته، وغرر أزجاله وموشحاته، وبدت الوحشة في أثناء ذلك بين الخديو والإنكليز، وكان ما كان من عزل صنيعتهم مصطفى فهمي كبير الوزراء ومعاكستهم فيما يريدون، فقام المترجم يستنهض الهمم ويحض على مؤازرة الخديو ونبذ طاعة سواه، وكتب في ذلك المقالات الطويلة «بالأستاذ»، حتى أحفظ الإنكليز وخشوا من اتساع الخرق لمكانته السابقة في النفوس، وانتهزها حساده فرصة فسعوا بما سعوا، ولفقوا له ما لفقوا، فأوقفوا مجلته في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة، وأعادوه إلى يافا منفيا، بعد أن أعطوه أربعمائة دينار، وأجروا عليه خمسة وعشرين كل شهر، واشترطوا ألا يكتب بشأن مصر كلمة، ولم ينفعه الخديو لقصر يده.
فلما استقر المترجم بيافا لم يسلم من السعاية به لدى السلطان فأمر بإبعاده، فعاد إلى إسكندرية متحيرا، وقد لفظته البلاد لفظ النواة، فسعى له الغازي مختار «باشا» ومساعده حتى قبله السلطان عبد الحميد بدار السلطنة، واستخدمه في ديوان المعارف، ووظف له خمسة وأربعين دينارا مجيديا في الشهر، فأمضى بها بقية أيامه شريدا عن وطنه، بعيدا عن أهله وخلانه، حتى اشتدت عليه علة السل، فلقي حمامه في الرابع من شهر جمادى الأولى سنة 1314 رحمه الله.
ودفن بمقبرة يحيى أفندي في بشكطاش، وضاعت مؤلفاته ودواوينه، ولم يظهر منها إلا جزء من «كان ويكون» كان يطبعه ذيلا للأستاذ، وكتاب آخر نسبوه إليه، اسمه «المسامير» محشو بالهجو القبيح في الشيخ أبي الهدى الصيادي نزيل دار السلطنة. •••
ومن تأمل بعين الاتعاظ في تقلب الأحوال بالمترجم، وما ذاقه من حلو الزمان ومره، وقاساه مدة الاختفاء، ثم النفي حتى مات غريبا طريدا، حق له العجب، وعرف كيف يعبث الزمان بأهل الفضل من بنيه.
ونشأ المترجم فقيرا كما قدمنا، وعاش في قلة، فإن أصاب شيئا بدده بالإسراف، وكان في أول أمره يرتدي الملابس الإفرنجية المعلومة، فلما ظهر بعد الاختفاء لبس الجبة والقفطان، واهتم بعمامة خضراء إشارة إلى الشرف، وكان شهي الحديث حلو الفكاهة، إذا أوجز ود المحدث أنه لم يوجز، لقيته مرة في آخر إقامته بمصر، فرأيت رجلا في ذكاء إياس، وفصاحة سحبان، وقبح الجاحظ، أما شعره فأقل من نثره، ونثره أقل من لسانه، ولسانه الغاية القصوى في عصرنا هذا، وقد انتخب أخوه عبد الفتاح أفندي جملة صالحة من مقالاته، جمعها في كتاب سماه: «سلافة النديم»، فارجع إليه إن شئت.
ومن مختار شعره قوله من قصيدة لم نعثر منها إلا على هذا القدر:
سيوف الثنا تصدا ومقولي الغمد
অজানা পৃষ্ঠা