حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
প্রকাশক
مكتبة الرشد
জনগুলি
وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ الآية.
ــ
العبد لله ويخبت إلى ربه منيبًا إليه بقلبه ويحدث له له الوجل. وأما الخشوع فهو حضور القلب وقت تلبسه بطاعة الله وسكون ظاهرة وباطنة فهذا خشوع خاص. وأما الخشوع الدائم الذي هو وصف خواص المؤمنين فينشأ من كمال معرفة العبد بربه ومراقبته فيستولي ذلك على القلب كما تستولي المحبة"١.
قوله: "وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ ٢". الإنابة بمعنى التوبة، ولكن قال العلماء: إنها أعلى من التوبة؛ لأن التوبة إقلاع وندم وعزم على ألا يعود، أما الإنابة ففيها المعاني الثلاثة، وتزيد معنى آخر وهو الإقبال على الله تعالى بالعبادات، فإذا أقلع الإنسان من معصية، وعزم ألا يعود، وندم على ما مضى، واستمر على ما هو عليه من عباداته، يقال: هذا تائب، لكن من معصية، وعزم ألا يعود، وندم على ما مضى، واستمر على ما هو عليه من عباداته، يقال: هذا تائب، لكن إذا تجدد له الإقبال بعد موته فهذا منيب إلى الله تعالى، وقد ذكر ابن القيم ﵀ أن الإنابة إنابتان:
١- إنابة لربوبيته: وهي إنابة المخلوقات كلها يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ﴾ ٣، فهذا عام في حق كل داع أصابه ضر كما هو الواقع. وهذه الإنابة لا تستلزم الإسلام بل تجامع الشرك والكفر، كما قال تعالى في
_________
١ "فوائد قرآنية": "ص٩٦".
٢ سورة الزمر، الآية: ٥٤.
٣ سورة الروم، الآية: ٣٣.
1 / 90