قال : ولكن ماذا؟ - ولكن ذلك يكلف مائة ألف فرنك لا تنقص درهما. - وإذا أعطيت ما سألت؟ - رددت إليك ما كتبت. - ولكن من يضمن لي ألا يخرج الكونت ثانية من قبره، ويكرهني على إعادة الكتابة؟ - أنا أمنعه، فإن الذي رأيته لم يكن الكونت نفسه بل ولده.
قال: ماذا تقول؟
أجاب: أقول الحقيقة، فإن التشابه بينهما عظيم، ومن رأى السيئ البخت بجانب صورة الكونت لا يسعه أن يقول إلا إنها صورته.
قال: إذن إن الذي رأيته ...
أجاب: إنما هو السيئ البخت ابن الكونت دي نيفيل وابن الكونتيس.
قال: أهو حي؟
أجاب: ولا يخطر له الآن أن يموت. - ولكن كيف دخل هذا الموضع؟ - بطريقة بسيطة؛ وهي أني فتحت له الباب فدخل. - ويحك! أأنت أدخلته علي ...؟ فأخرج ميشيل ورقة مكتوبة وقال له: هذه حوالة بمائة ألف فرنك، فإذا وقعت عليها ضمنت لك النجاح التام. - لكن هذه الصورة التي أحرقتها بيدي، ثم كنت أراها معلقة في الجدار؟ - لقد نسخت صورة عنها قبل إحراقها. - أأنت فعلت ذلك أيها الشقي؟ - إني أشير عليك أن توقع على هذه الحوالة، فذلك خير لك من الغضب. فاحتدم البارون غيظا، وهجم عليه يريد خنقه، ولكنه هرب إلى الغرفة المجاورة، وجعل يكلمه ويفاوضه من وراء الباب. •••
ولنذهب الآن إلى تلك الخمارة التي ذهب إليها ميشيل قبل الحادثة، فقد تم الاتفاق في تلك الخمارة على تمثيل الرواية التي تقدم بيانها.
وقد كان السيئ البخت وشارنسون وكاستيليون وبول سالبري وصلوا إليها عند الغروب؛ فاستقبلتهم صاحبة الخمارة بملء الترحيب، وهي أرملة كان ميشيل قد وعدها بأن يتزوجها، فوافقته على تدبير تلك المكيدة في خمارتها.
وكان ميشيل قد جاء في النهار بملابس تشبه الملابس التي كان الكونت مصورا بها؛ كي يلبسها السيئ البخت، فتتم مشابهته بأبيه، ويزيد اعتقاد البارون رسوخا أن الصورة قد تجسمت، فلبس السيئ البخت تلك الملابس، وسار مع ميشيل إلى القصر، فمثل تلك الرواية التي بسطناها، ثم عاد إلى الخمارة، ودفع ذلك الصك الذي أخذه من البارون إلى كاستيليون.
অজানা পৃষ্ঠা