فابتسم فيلكس ابتسامة حزن وقال: لا يضحكني غير قولهم: إني سأغدو غنيا، فمتى تأتي هذه الثروة وأنا أبيع ثيابي كي أحتفظ بروحي في بدني. - إنك تستطيع أن تكون من الأغنياء حين تريد.
أجاب: وأنا أعلم ماذا تعني، ولكني لا أريد أن ترد إلي الثروة من هذا الطريق.
قال: ما هذا الحمق؟! ألا تعلم أن باكيتا تهواك، وأنها تريد أن تكون امرأتك.
أجاب: نعم أعلم، ولا بد لنا من الزواج. - إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تتزوج بها الآن؟
أجاب: لأنها تكسب أربعين ألف فرنك في الشهر، ولأني لا أكسب شيئا، ولا أريد أن آخذ درهما منها، ألا ترى كيف أني أبذل الجهد العنيف لإخفاء فقري عنها؟
فهز شارنسون كتفيه، وطرق المتجول الباب عند ذلك ففتح له، وبعد المساومة الطويلة باعه الرداء بثمانية فرنكات، فقبضها شارنسون وذهب بها لإحضار الطعام.
أما المتجول فإنه أخذ الرداء فوضعه في كيسه وانصرف، فلما وصل إلى الشارع رأى مركبة واقفة وفيها امرأة حسناء أطلت من المركبة، وأشارت إليه أن يدنو منها، فعجب لأمرها واقترب منها، فقالت له: ألم تصعد إلى هذه الغرفة العليا في هذا المنزل؟
قال: نعم يا سيدتي.
قالت: عند من؟
أجاب: عند اثنين من الفتيان.
অজানা পৃষ্ঠা